لا حديث للإعلام الأمريكي هذه الأيام يعلو على أخبار الفضيحة الجنسية المدوية الخاصة بمالك صحيفة واشنطن بوست «جيف بيزوس»، ومحاولته ستر عورته بشكل مثير للسخرية من خلال اتهام الرياض بالوقوف خلف مجلة «ناشيونال إنكوايرر» التي كشفت للشارع الأمريكي مدى دناءته وانحرافه وما زالت تلوح بكشف المزيد من فضائحه. و«جيف بيزوس» -لمن لا يعرفه- هو بحسب بعض التصنيفات أغنى رجل في العالم إذ يمتلك نحو 16% من أسهم شركة أمازون ويمتلك كما أسلفت الصحيفة اليسارية التي شنت طوال الأشهر الماضية حملات هجومية تشويهية غير مسبوقة على السعودية، نشرت خلالها عشرات التقارير والأخبار الكاذبة عن قضية «خاشقجي» وحرب اليمن والقضايا الداخلية في المملكة، حتى وصل بها العداء والانحدار المهني إلى استكتاب الإرهابي محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى «اللجنة الثورية العليا» في الميليشيا الإيرانية التي أحالت حياة اليمنيين إلى جحيم لمجرد كونه من أعداء السعودية لا غير. وبحسب مجلة «ناشيونال إنكوايرر» واسعة الانتشار في الولاياتالمتحدة تورط السيد بيزوس كغيره من المنحرفين الذين هبطت الثروات على رؤوسهم من كل حدب وصوب في علاقة جنسية تسببت في طلاقه من زوجته «ماكيزي بيزوس» بعد 25 عاماً على زواجهما، وهو الأمر الذي أدخله في حالة نفسية سيئة أدت به إلى الهذيان ودفعته للبحث عن أي ورقة يمكنه أن يستر بها عورته أمام الشعب الأمريكي الذي لا يتسامح أبداً مع فضائح «الخيانة الزوجية»، فتفتق ذهنه عن تعيين فريق للتحقيق بشأن من يقف وراء تسريب رسائله الجنسية إلى عشيقته لمجلة «ناشونال إنكوايرر»، لكنه أصيب بخيبة أمل عندما لم يصل الفريق إلى نتيجة، فقرر ربط الفضيحة بأي قضية سياسية للتخفيف من عواقبها على سمعته وأسهم شركته، ويبدو أن هناك من نصحه باستغلال قضية خاشقجي للتغطية على الفضيحة مرحلياً، فما كان منه إلا أن غرق في الوحل بشكل أكبر عبر ادعائه في مدونة على الإنترنت بوجود علاقة بين الرياض والمجلة الأمريكية، وأن السعودية تستهدفه بسبب هجوم الواشنطن بوست عليها. لم يصمد ادعاء بيزوس الساذج طويلاً إذ نفت مجلة «ناشيونال إنكوايرر» مزاعمه لربطها بالسعودية، وذهبت إلى التلويح بأنها ستستمر في نشر صوره ورسائله الجنسية، ما لم يتوقف عن التحقيق في كيفية حصولها على لقاءاته الخاصة مع عشيقته، وفقاً لشبكة «سي إن إن» الأمريكية. الجيد في الأمر أنه وعلى الرغم من عدم وجود أي علاقة للسعودية وإعلامها بفضيحة السيد بيزوس وانحرافاته، إلا أنه أصبح واضحاً أن مجرد ذكرها يثير فزع وهذيان الأفاكين في الإعلام الغربي، وهذا ما ينطبق عليه المثل «رب ضارة نافعة». * كاتب سعودي Hani_DH@ [email protected]