سلَّمت المملكة العربية السعودية رئاسة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية إلى لبنان، التي تستضيف القمة في دورتها الرابعة. وألقى رئيس الدورة الثالثة رئيس وفد المملكة العربية السعودية المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أسامة نقلي، كلمة خلال الاجتماع المشترك للمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في القمة، قال فيها: «لقد سعدنا في المملكة العربية السعودية باستضافة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة التي عقدت في الرياض خلال العام 2013، ونتج عنها العديد من القرارات التي ساهمت في تعزيز العمل العربي المشترك في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وعلى رأسها إقرار مبادرة خادم الحرمين الشريفين لزيادة رؤوس أموال المؤسسات العربية والشركات العربية المشتركة بنسبة لا تقل عن 50 في المئة، وكان لهذه المبادرة الأثر الكبير في تعزيز قدرات تلك المؤسسات على تلبية حاجات الدول العربية المتزايدة لدفع عجلة التنمية فيها». وأضاف: «كما أقرت القمة الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية في الدول العربية المعدلة والتي تخضع حالياً للمراجعة والتطوير لكي تواكب المستجدات في مجال الاستثمار على المستوى العالمي، كما رحبت القمة ببرنامج تمويل التجارة العربية الدينية الذي أطلقته المؤسسة الإسلامية الدولية للتجارة، واستكملت مرحلته الأولى وتستعد لاطلاق المرحلة الثانية منه». وتابع: «خلال رئاسة المملكة للقمة تحققت الكثير من الإنجازات في العديد من المشاريع العربية المشتركة، سواء في إطار مبادرة الشيخ صباح أحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، أو في مجال الربط الكهربائي العربي الذي أنجز فيه عدد من مشاريع الربط الكهربائي بين الدول العربية، وفي مجال الربط السككي العربي الذي يخضع حالياً للدراسات الفنية، كما صدرت عدد من الاستراتيجيات العربية في كثير من المجالات، سواء في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي، وأُقرت العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في العديد من المجالات، أذكر منها اتفاقية تجارة الخدمات بين الدول العربية، واتفاقية التعاون الجمركي العربي». وأشار إلى إقرار آلية لالتزام الدول العربية لمتطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتعزيز الشفافية، فيما يتواصل العمل على قدم وساق من أجل قيام الاتحاد الجمركي العربي، كما تم إقرار ما لا يقل عن 90 في المئة من قواعد المنشأ التفصيلية العربية، وغير ذلك من الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة. وقال السفير نقلي: «تأتي قمة بيروت التنموية في ظل كثير من التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك، والتي تتطلب منا جميعاً زيادة وتيرة العمل لتحقيق مزيد من الانجازات التي تنعكس آثارها على الدول العربية جميعاً، ويحفل جدول أعمالنا بالعديد من الموضوعات التي تسير في هذا الاتجاه، والتي تتطلب منا دراستها بشكل مستفيض وتحديد ما يمكن اقتراحه ليكون على جدول أعمال القمة، ومنها ما يتعلق بالأمن الغذائي العربي أو المنشآت الصغيرة أو المتوسطة أو السوق العربية للكهرباء، أو مجال الطاقة المستدامة أو مجال الأسرة والطفل وغيرها من المجالات، وإنني على ثقة أننا سنخرج بنتائج طيبة تنعكس على جدول أعمال القمة». وختم: «أكرر شكري وتقديري للجمهورية اللبنانية الشقيقة وللأمانة العامة على الجهود المبذولة لإنجاح اجتماعات هذه القمة وتحقيق ما نصبو إليه جميعاً، وأستأذنكم في تسليم الرئاسة لأخي المندوب الدائم للجمهورية اللبنانية السيد علي الحلبي، متمنياً له التوفيق والثبات».