تظل «الحديدة» الاختبار الأصعب على طريق حل الأزمة اليمنية المستمرة منذ العام 2015 عقب سطو مليشيات الحوثي المدعومة من إيران على الشرعية اليمنية، وذلك بسبب تعنت الانقلابيين ومحاولتهم الالتفاف على اتفاق ستكهولم، وفق مفاهيمهم الخاطئة. وأمام هذا التعنت الحوثي وجد المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفث، نفسه مضطراً لمغادرة صنعاء، بعد أن حاول على مدى يومين إقناع الحوثيين بسحب مليشياتهم من الحديدة وموانئها واستبدالها بقوات أمن محلية، إلا أن جهوده لم تسفر عن أي تقدم على أرض الواقع، بسبب إصرار المليشيات الحوثية على أن السلطات المحلية القائمة هي المعنية بالاتفاق وليست السلطات المحلية المنتخبة التي يتحدث عنها الجانب الحكومي. ووفقاً لما أعلنه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، فقد تعددت الخروقات الحوثية لاتفاق إيقاف إطلاق النار في محافظة الحديدة، إذ تم رصد 368 اختراقا حتى أمس، وذلك في تحدٍّ واضح لإجهاض الاتفاق وعرقلة الجهود المبذولة للحل السلمي. واستبق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي زيارة المبعوث الدولي إلى الرياض، مشدداً على ضرورة انسحاب الحوثيين من موانئ ومدينة الحديدة، وفق الخطة الأممية، واتهم المليشيات بالمماطلة في تنفيذ اتفاق ستوكهولم. وهكذا يجد الأمين العام للأمم المتحدة نفسه أمام تحدٍّ أكبر لإلزام الانقلابيين بتنفيذ ما اتفق عليه في السويد، وليس وفق أجندتهم الخاصة لإطالة أمد بقائهم في الحديدة.