أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين حاولوا الوصول إلى القصر الرئاسي لمطالبة الرئيس عمر البشير بالتحي أمس (الإثنين)، بينما أغلقت بعض المحال التجارية أبوابها. وردد المتظاهرون شعارات «سلمية سلمية». وتجمعت حشود ضمت رجالا ونساء كانوا يهتفون «حرية سلام عدالة» و«الثورة خيار الشعب» في وسط الخرطوم، لكن سرعان ما تصدت لهم شرطة مكافحة الشغب حسب ما قال شهود عيان لوكالة (فرانس برس). وانتشر المئات من عناصر الشرطة وقوات الأمن في ساحات رئيسية في أنحاء العاصمة في ساعة مبكرة لمنع انطلاق المسيرة. وتأتي هذه المسيرة الثانية في غضون عشرة أيام استجابة لدعوة تجمع المهنيين الذي يضم أطباء ومعلمين وأساتذة ومهندسين وغيرهم، إلى مسيرة من وسط الخرطوم إلى القصر الرئاسي بعد مسيرة مماثلة نظمها التجمع في 25 ديسمبر في العاصمة. ودعت مجموعات معارضة وأحد زعماء التمرد في إقليم دارفور الذي يمزقه الحرب، أنصارها للمشاركة في المسيرة. وشاهد مراسل وكالة «فرانس برس» الذي جال في الخرطوم في ساعة مبكرة أمس، عشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب وعناصر الأمن التابعين لجهاز الاستخبارات والأمن الوطني ينتشرون لمنع تجمع المتظاهرين. وحثت الاتحادات المهنية المحتجين على المكوث في الشوارع ومواصلة المظاهرات، كما دعت السكان من خارج الخرطوم إلى تنظيم احتجاجات في الشوارع. وفي مدينة الأبيض غربي السودان وبعد إعلان المهنيين فيها عن انطلاق مظاهرات تحت مسمى «موكب الرحيل»، حاول المحتجون الوصول إلى ميدان حدد كنقطة تجمع، لكن القوات الأمنية سبقتهم بالتمترس بساحته ومحاصرة مداخله بحجة أن الميدان معد مسبقاً لحفل تخريج لقوات أمنية. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات مع حملة اعتقالات واسعة بحسب لجنة الأطباء. وكان البشير قد حذر من التهاون بأمن وسلامة المواطنين عند التعاطي مع الاحتجاجات. وطلب من قوات الشرطة عدم استخدام القوة المفرطة في التعاطي مع الاحتجاجات، فيما أعلنت قيادات الشرطة التفافها ومساندتها له.