رعى أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، مساء يوم أمس (الأربعاء)، حفل افتتاح فعاليات البرامج الدعوية المصاحبة لمهرجان جازان الشتوي الحادي عشر «جازان الفل.. مشتى الكل» للعام الحالي 1440ه، التي ينظمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة، وذلك بجامع خادم الحرمين الشريفين في مدينة جازان. وبُدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى مدير فرع الوزارة بالمنطقة أسامة بن زيد المدخلي كلمة بين خلالها أن البرامج الدعوية تتضمن إقامة خيمة دعوية بالقرية التراثية بالكورنيش الجنوبي لمدينة جازان، تضم مشاركات جهات حكومية ودعوية وخدمية وخيرية لعرض ما لديها من مشاركات وفعاليات توعوية في مجالات الأمن الفكري والتوعية بأضرار التدخين والمخدرات، وغيرها من الموضوعات التي تعني بسلامة وأمن الفرد والمجتمع، إلى جانب قاعة مجهزة لاحتضان الفعاليات والبرنامج الدعوية من محاضرات وندوات في مجالات الأمن الفكري، وندوات اجتماعية وثقافية متنوعة ومسابقات وفعاليات دعوية مصاحبة تستهدف فئات المجتمع رجالاً ونساءً وأطفالاً. وأشار إلى أن الفرع يهدف من المشاركة في المهرجان وإقامة الخيمة الدعوية لتوعية وتبصير المسلمين بأمور دينهم ودنياهم، والتحذير من كل ما يمس الدين والعقيدة الصحيحة الصافية، ومحاربة الأفكار الضالة وتوعية المجتمع بمخاطرها وأهداف من يروجون لها، منوهاً بتعاون وتضافر الجهود بين الفرع ومحاكم المنطقة وفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكل ما يضمن نجاح الجهود وتحقيق الأهداف المرجوة إنفاذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة. وعبَّر المدخلي عن فخر الجميع بانتمائهم لهذا الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في بلد منَّ الله عليه بالأمن والأمان والاستقرار في ظل قيادة رشيدة تُحكِّم شرع الله، وجعلت من راحة وأمان ورفاهية المواطن أول أولوياتها. بعد ذلك، ألقى عضو هيئة كبار العلماء عضو إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ الدكتور جبريل البصيلي، محاضرة بعنوان «أثر الدعوة إلى الله تعالى في تحقيق الأمن» تطرق فيها لأهمية التمسك بقواعد ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يقوم على كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه سلم أساساً ومنهاجاً، وفق ما سار عليه سلف هذه الأمة، وبما يحقق الاعتدال والوسطية والبعد عن الغلو والتطرف، وتربية الناشئة على هذه القيم والمبادئ الإسلامية العظيمة. وأشار الشيخ البصيلي في محاضرته لأهمية الدعوة إلى الله عز وجل التي هي الرسالة التي قام بها الأنبياء، مستعرضاً أسس الدعوة الصحيحة بما يجعلها ملبية لحاجات الناس ومعرفة كل ما يهمهم في أمور دينهم ودنياهم، وبما يتفق مع مبادئ ونصوص الشرع الحنيف في كل زمان ومكان، متطرقاً لأهم الضوابط الشرعية للدعوة في زمن الفتن ومنها ضرورة اتباع الأدلة والأحكام الصحيحة الصريحة. وبيَّن أن الدعوة تشمل كل جوانب الحياة في كل ما يتعلق بالدين والتعاملات الدنيوية وغيرها من الجوانب، الأمر الذي سار عليه الصحابة والسلف الصالح وقيادة هذه البلاد العزيزة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وحتى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين. وشدد على أهمية الدعوة إلى الله تعالى والتمسك بالدين الإسلامي الحنيف وفق المنهج القويم، وطاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر في حفظ الأمن والأمان والاستقرار. وأثنى عضو هيئة كبار العلماء على الجهود المباركة لرجال الأمن ومنسوبي القطاعات العسكرية لحفظ أمن هذا الوطن الغالي، سائلاً الله تعالى أن يمن عليهم بالثبات وأن يجزل لهم الأجر والمثوبة ويتغمد الشهداء برحمته ويمن بالشفاء العاجل على المصابين منهم. وفي ختام حفل الافتتاح، تسلم أمير منطقة جازان هدية تذكارية بهذه المناسبة، معرباً عن سعادته بتدشين البرامج الدعوية، وأن تكون بداية برامج المهرجان الشتوي دائمًا بهذه البرامج الدعوية المباركة التي تحمل أهدافاً سامية في نشر العلم والمعرفة والدعوة الصادقة إلى الله تعالى من قبل علماء ودعاة متخصصين. وشدد على ما تشهده بلاد الحرمين الشريفين من نعم الأمن والأمان ووحدة الصف واجتماع الكلمة التي تتطلب منا جميعًا شكر المولى عز وجل، فضلًا عن الحفاظ عليها وتسليمها للأجيال القادمة بكل أمانة وإخلاص، مؤكدًا الدور المهم للعلماء والدعاة في تبصير الناس بكل ما يثار حولهم من فتن تستهدف أمن هذا الوطن واستقراره، متمنيًا كل التوفيق للقائمين على البرامج الدعوية. حضر الحفل وكيل إمارة وعدد من المسؤولين بالمنطقة عبدالله بن صالح المديميغ، ووكيل إمارة المنطقة للشؤون التنموية خالد بن عبدالعزيز القصيبي وعدد من المسؤولين.