رعى أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، مساء أول من أمس، حفل افتتاح فعاليات البرامج الدعوية المصاحبة لمهرجان جازان الشتوي التاسع "جازان الفل.. مشتى الكل"، التي ينظمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة، وذلك في جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة جازان. وأعلن أمير جازان افتتاح البرامج الدعوية، معربا عن سعادته بأن تكون بداية برامج المهرجان الشتوي دائما دعوية مباركة، تحمل أهدافا سامية في نشر العلم والمعرفة والدعوة الصادقة إلى الله تعالى من قبل علماء ودعاة متخصصين. وشدد الأمير محمد بن ناصر على أن ما تشهده بلاد الحرمين الشريفين من نعم الأمن والأمان ووحدة الصف واجتماع الكلمة، تتطلب من الجميع شكر المولى عز وجل، فضلا عن الحفاظ عليها وتسليمها للأجيال القادمة بكل أمانة وإخلاص، مؤكدا على الدور المهم للعلماء والدعاة في تبصير الناس بكل ما يثار حولهم من فتن تستهدف أمن هذا الوطن واستقراره. مشاركات متعددة إثر ذلك ألقى مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة أحمد بن عيسى الحازمي كلمة، أوضح فيها أن البرامج الدعوية تتضمن إقامة خيمة دعوية بالقرية التراثية بالكورنيش الجنوبي لمدينة جازان، تضم مشاركات جهات حكومية ودعوية وخدمية وخيرية، لعرض ما لديها من مشاركات وفعاليات توعوية في مجالات الأمن الفكري والتوعية بأضرار التدخين والمخدرات والقات، وغيرها من الموضوعات التي تعنى بسلامة وأمن الفرد والمجتمع، إلى جانب قاعة مجهزة لاحتضان الفعاليات والبرنامج الدعوية من محاضرات وندوات في مجالات الأمن الفكري، وندوات اجتماعية وثقافية متنوعة، ومسابقات وفعاليات دعوية مصاحبة تستهدف فئات المجتمع رجالا ونساء وأطفالا. وأشار الحازمي إلى أن الفرع يهدف من المشاركة في المهرجان وإقامة الخيمة الدعوية، إلى توعية وتبصير المسلمين بأمور دينهم ودنياهم، والتحذير من كل ما يمس الدين والعقيدة الصحيحة الصافية، ومحاربة الأفكار الضالة، وتوعية المجتمع بمخاطرها وأهداف من يروجون لها. خطر الانحراف الفكري بعد ذلك، ألقى عضو هيئة كبار العلماء، عضو إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ الدكتور أحمد بن سير مباركي محاضرة بعنوان "خطر الانحراف الفكري"، تطرق فيها لأهمية التمسك بقواعد ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، الذي يقوم على كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه سلم أساسا ومنهاجا، وفق ما سار عليه سلف هذه الأمة، وبما يحقق الاعتدال والوسطية والبعد عن الغلو والتطرف، وتربية الناشئة على هذه القيم والمبادئ الإسلامية العظيمة. وأشار المباركي إلى أهمية الفتوى في زمن الفتن "ضوابطها وقواعدها" حتى تكون الفتوى ملبية لحاجات الناس، ومعرفة كل ما يهمهم في أمور دينهم ودنياهم بما يتفق مع مبادئ ونصوص الشرع الحنيف. الضوابط الشرعية للفتوى واستعرض أهم الضوابط الشرعية للفتوى في زمن الفتن، ومنها ضرورة اتباع الأدلة والأحكام الصحيحة الصريحة ذات الدلالة الثابتة، التي لا تعارض الإجماع. وبين أن من الضوابط المهمة للفتوى في زمن الفتن متابعة ما جاء في مجال الفتوى عن الصحابة والسلف الصالح، وأن تكون الفتوى صادرة من عالم متمكن، وأن تكون في الأمور العظيمة التي تهم الأمة صادرة عن مجموعة من العلماء والمختصين في مجال الفتوى، إضافة إلى التثبت والتأني في إصدار الفتوى وتحريرها وحفظها بما يمكن الاستفادة منها والرجوع إليها. وأثنى عضو هيئة كبار العلماء على الجهود المباركة لرجال الأمن ومنسوبي القطاعات العسكرية لحفظ أمن هذا الوطن الغالي، سائلا الله تعالى أن يمن عليهم بالثبات، وأن يجزل لهم الأجر والمثوبة، ويتغمد الشهداء برحمته، ويمن بالشفاء العاجل على المصابين منهم. وفي ختام حفل الافتتاح، تسلم أمير جازان هدية تذكارية بهذه المناسبة.