قهرت الإعلامية منال الجعيد إعاقتها البصرية بكل إرادة وإصرار والإقبال على الحياة بمزيد من الأمل والتفاؤل، لتعيش قصة نجاح وإبداع تستحق أن تروى للنشء. بدأت معاناتها مع تلاشي بصرها وهي في الصف الثاني الثانوي نتيجة مرض وراثي، وتدهور بمرور الأيام إلى أن أصبحت لا ترى سوى أقل من نصف متر. وتروي الجعيد قصتها فتقول: «بدأ بصري يضعف في المرحلة الثانوية حتى بدأت أستعين بزميلاتي لقراءة المعلومات لي، وكنت أعتقد بأنه ضعف نظر طبيعي، وبعد أن أنهيت دراستي الثانوية انتقلت إلى كلية التربية وتخصصت في مادتي المفضلة الرياضيات، ومنذ السنة الأولى لم أعد أتمكن من رؤية الخط العادي»، مشيرة إلى أنها كانت تضطر لتكبير الخط في المكتبة. واستدركت بالقول: «ولكن في السنة الثانية للأسف لم أتمكن من أداء اختباراتي فتعاونت معي معلماتي وتم تحويل امتحاناتي إلى النظري بدلا من العملي»، مبينة أنه بعد تردي بصرها اضطرت لاتخاذ أصعب قرار في حياتها وهو ترك الدراسة. وأضافت: «انقطاعي عن الدراسة كان بمثابة كابوس طويل عشت فيه الأمرين، جراء صدمتي بما حدث لي، وكان لا بد أن أخرج من القتل البطيء لطموحي وسعادتي فقررت مجددا العودة إلى مقاعد الدراسة وقهر المرض». وأكملت منال دراسة البكالوريوس وحضّرت الماجستير، بمساعدة مرافقة لها طوال فترة دراستها، كانت تقودها داخل أروقة الجامعة، وبعد العودة إلى المنزل تتواصل معها عبر الهاتف لساعات طوال، لتزويدها بالمعلومات من أجل الاستذكار والتحصيل، والاستعانة ببرنامج قارئ الشاشة الذي كان خير مساند لها بعد الله في دراستها، لأنه يحول النص المكتوب إلى منطوق حتى تمكنت بفضل الله من الحصول على الماجستير في الإعلام لتحقيق طموحها بالالتحاق بالمجال الإعلامي الذي كان حلمها منذ الصغر. وانتقدت منال عدم توفير مناهج دراسية مناسبة لمن يعانون من مرضها، حيث اضطرت مرافقتها لتحميل أكثر من 50 كتابا من مناهج دراستها على جهازها الحاسوبي لمراجعة دروسها عبر برنامج قارئ الشاشة. وتابعت منال: «يوما بعد آخر وعلى مدار أربع سنوات أشاهد وجوها رسمت عليها علامات الاستفهام، ونبرات الصوت التي توحي بالدهشة والتعجب، عندما يعرف من أتعامل معه بأني كفيفة البصر، وسرعان ما يطرح السؤال المعتاد هل أنت محررة صحفية،؟ كيف تحررين موادك الصحفية؟ وكيف تتعاملين مع مصادرك في استقاء المعلومات؟