تسلل النفوذ القطري إلى القصر الرئاسي في الصومال، البلد الذي لا تزال ويلات الحرب الأهلية والإرهاب تنخر في جسده، فبعد أن ضخت الدوحة الأموال وسخرت الإعلام للتنظيمات الإرهابية في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي، تمكنت أخيراً من التسلل إلى السلطة الصومالية عبر حامل حقائب أموالها، مدير القصر الرئاسي فهد ياسين. ومع تردد اسم ياسين على التقارير الاستخباراتية والصحافية، ودوره الكبير في إنجاز العديد من الاتفاقيات التي وقعتها مقديشو مع الدوحة في قطاعات الموانئ والنقل البحري وغيرها، يبرز التساؤل عن خلفيته وتدرجه حتى بلغ موقعاً مهماً في صناعة القرار الصومالي. بدأ ياسين حياته السياسية عبر انضمامه إلى جماعة «سلفية جهادية»، قبل أن يلتحق إلى أم التنظيمات الإرهابية (جماعة الإخوان المسلمين)، واستطاع أن يقيم اتصالات مع الإرهابي يوسف القرضاوي ليوثق صلاته مع التنظيم الإرهابي العابر للحدود، وما إن حصل على تزكية «شيخ الإرهابيين» حتى تدفقت عليه الأموال القطرية، وأضحى وسيطاً بين الجماعات الإرهابية وقطر التي تمدها بالمال. في عام 2013، عينت الدوحة ياسين رئيساً لمكتب «الجزيرة» للدراسات في شرق أفريقيا. وفي مايو 2017 عين ياسين رئيساً لديوان الرئاسة في مقديشو، وأصبح في أغسطس الماضي مديراً للقصر الرئاسي ونائبا لرئيس جهاز المخابرات، بمرسوم رئاسي. وكشفت تقارير صحافية عدة، عن تورط ياسين في التخابر مع القطريين، وكانت زياراته المتكررة على الدوحة رغم شغله منصباً رسمياً حساساً في السلطة الصومالية، مثيرة للريبة. ولأنه منخرط في العمل التنظيمي «الإخواني»، برع ياسين في التنقل والتخفي، حتى أن الحكومة الكينية كشفت عن حصول نائب مدير وكالة الاستخبارات الصومالي فهد الياسين على جواز سفر كيني بطريقة غير شرعية وعبر الاحتيال. وقالت صحيفة «ديلي نيشن» الكينية، آنذاك، إن حكومة نيروبي تحقق في الطريقة التي حصل بها فهد الياسين على بطاقة هوية كينية وجواز بتواريخ متعارضة مع جوازه الصومالي، واستخدامه لها في رحلات خارجية. وصدرت الوثيقتان باسم طاهر أحمد، ومكتوب بأنه من مواليد مندرا بكينيا في 19يوليو 1978، بحسب «العين الإخبارية».