مقديشو، أديس أبابا - رويترز، أ ف ب - قالت مصادر طبية وسكان أمس الإثنين إن متمردين إسلاميين أطلقوا قذائف مورتر على القصر الرئاسي في العاصمة الصومالية الليلة قبل الماضية، ما دفع القوات إلى الرد. وأسفر ذلك عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصاً. وجاء ذلك في وقت وافق متشددو جماعة «حركة الشباب المجاهدين» على الاتحاد مع ميليشيا أصغر ناشطة في جنوب الصومال، وأعلن الطرفان ولاءهما لتنظيم «القاعدة». وتقول أجهزة أمن غربية إن الصومال أصبح ملاذاً آمناً للمتشددين الإسلاميين، بما في ذلك الجهاديون الأجانب، الذين يستخدمون هذا البلد الذي تعمه الفوضى في القرن الأفريقي للتخطيط لشن هجمات في مختلف أنحاء المنطقة وخارجها. وفي بيان صدر يوم الجمعة الماضي ولكن «رويترز» اطلعت عليه أمس الاثنين، قالت «حركة الشباب» في مدينة كيسمايو الجنوبية وجماعة أخرى أصغر مقرها كامبوني في الجنوب أيضاً إنهما قررتا وضع خلافاتهما وراء ظهرهما. وأضاف البيان: «تم الاتفاق على الانضمام إلى الجهاد الدولي لتنظيم القاعدة... واتفقنا أيضاً على توحيد حركة الشباب ومجاهدي كامبوني لتحرير شعب شرق أفريقيا والقرن الأفريقي» الذي اعتبر البيان أنه خاضع لحكم «الأقلية المسيحية». وتابع البيان: «اتحدنا لإحياء القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية لمجاهدينا بهدف وقف الحرب التي أوجدها المستعمرون ولمنع الهجمات التي يشنها المسيحيون الذي غزوا بلدنا»، في إشارة على ما يبدو إلى الإثيوبيين - الذين انسحبوا في مطلع العام الماضي - وإلى قوات السلام الإفريقية المنتشرة حالياً في مقديشو وتضم جنوداً من بوروندي وأوغندا فقط. وأدت أعمال العنف في الصومال إلى مقتل نحو 21 ألف شخص أو أكثر منذ بداية عام 2007، فضلاً عن تشريد 1.5 مليون شخص، مما أثار واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ويطلق متمردون من «حركة الشباب» النار على قصر الرئاسة الذي يقع على قمة تل من أماكن أخرى في مقديشو في شكل متكرر، وعادة ما ترد القوات التي تحرس القصر على القصف. وقال سكان ومصادر طبية إن قنابل عدة أصابت منطقة سوق الماشية في شمال المدينة. وصرح علي ياسين جيدي نائب رئيس منظمة «علمان» للسلام وحقوق الإنسان إلى «رويترز»: «قُتل ما لا يقل عن 16 شخصاً وأصيب 71 آخرون في أربع مناطق في مقديشو». وخلال قمة للاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يوم الجمعة، دعا وزير الخارجية الصومالي علي جاما جانجيلي إلى إرسال المزيد من قوات الاتحاد الأفريقي إلى الصومال لمساعدة نحو خمسة آلاف من قوات حفظ السلام من أوغندا وبوروندي المتمركزين في العاصمة مقديشو. وأيد الدعوة نظيراه الكيني والسوداني. وقالت جيبوتي هذا الأسبوع إنها سترسل 450 جندياً إلى الصومال قريباً. ودعا الشيخ علي محمود راجي الناطق باسم «حركة الشباب» جيبوتي يوم الأحد إلى العدول عن قرارها. وصرح إلى الصحافيين في مقديشو: «نحذّر حكومة جيبوتي ونوصي بشدة بألا ترسل قواتها إلى هنا وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة». ونقلت وكالة «فرانس برس» من أديس أبابا أمس عن السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) التي تضم ست دول من شرق افريقيا بينها الصومال، أنها قلقة «لتوسع نشاط الإرهابيين» في منطقتي أرض الصومال وبونتلاند (بلاد بنط) في شمال الصومال. وقال بيان ل «ايغاد» التي عقدت اجتماعاً على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا إن «المجموعات الإرهابية وسّعت في الآونة الأخيرة عملياتها الإرهابية إلى منطقتي ارض الصومال وبونتلاند المستقرتين نسبياً».