دافعت الحكومة الفرنسية اليوم (الجمعة) عن الأساليب التي استخدمتها شرطة مكافحة الشغب عندما أرغمت عشرات من طلاب المدارس الثانوية المقبوض عليهم على الركوع في صفوف ووضع أيديهم وراء رؤوسهم أو تكبيل البعض بعد احتجاجات عنيفة غرب باريس. وحال طلاب هذا الأسبوع دون انتظام الدراسة في عشرات المدارس الثانوية في مختلف أنحاء فرنسا احتجاجا على إصلاحات للرئيس إيمانويل ماكرون في مجال التعليم بينما يكابد الرجل البالغ من العمر 40 عاما لإنهاء احتجاجات على ارتفاع تكاليف المعيشة تحولت إلى العنف أحيانا. وأثارت مقاطع فيديو وصور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر أمس (الخميس) لطلاب من مدرستين ثانويتين استخدمت ضدهم الأساليب الأمنية القاسية غضبا شعبيا. والمدرستان موجودتان في فال فوريه وهي ضاحية يسكنها فقراء خارج مونت لا جولي على مسافة 60 كيلومترا غربي باريس. وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير في مؤتمر صحفي «على مدى الأيام القليلة الماضية انضم للطلاب نحو مئة شاب مقنع يحملون هراوات وقنابل حارقة أصروا على الاشتباك مع الشرطة». وأضاف أن المحتجين أضرموا النار في حواجز على الطرق ورشقوا سائقي السيارات بالمقذوفات ونهبوا منازل في المنطقة المحيطة بالمدرستين. وتابع «هذا هو السياق الذي تدخلت فيه قوات الأمن». وقالت وسائل إعلام فرنسية إن أيا من الطلاب الذين ألقي القبض عليهم في فال فوريه لم يصب بأذى. لكن بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي قالوا إن إرغام الطلاب على الوقوف ووجوههم للحائط كان أشبه ما يكون بعملية إعدام جماعي. وقال مستخدم لتويتر «هل يمكن لأحد أن يخبرني إن كان قد رأى مثل هذا الأمر في الخمسين عاما الماضية». وكتب آخر على تويتر «هذه الصور لمراهقين وقد ركعوا بأوامر من شرطة مكافحة الشغب.. أمر لا يليق بدولة ديمقراطية». ووصف وزير التعليم جان ميشيل بلانكر الصور بأنها «صادمة» لكنه قال إن العنف الذي يهز فرنسا منذ أسابيع يبرر الأساليب الأمنية الصارمة.