طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من وزير الداخلية كريستوف كاستانير، وقادة الشرطة، تغيير التكتيكات المستخدمة من أجل الحفاظ على النظام في العاصمة باريس ووقف أعمال الشغب. وتشير هذه التصريحات، التي تأتي بعد فشل استجابة الحكومة الفرنسية لمطالب المتظاهرين من أصحاب السترات الصفراء، إلى توجه لاستخدام «القبضة الحديدية» ضد المحتجين، وفق ما ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس. واستدعى ماكرون كبار الوزراء (رئيس الوزراء والداخلية والبيئة) وقادة الشرطة، إلى اجتماع طارئ في قصر الإليزيه، الأحد، لمناقشة الاستجابة للاحتجاجات التي تسببت في دمار كبير في عدد من المدن الفرنسية، لا سيما باريس. تهديد مبطن ورغم انتهاء اجتماع «خلية الأزمة»، الأحد، دون الإعلان عن أي نتائج، فقد نقلت الصحيفة عن وزير الداخلية قوله: إن قوات الأمن تعمل على «تكييف الأساليب المستخدمة للحفاظ على النظام»، الأمر الذي اعتبره مراقبون «تهديدًا مبطنًا» للمحتجين. وتعكس هذه التصريحات قلق الوزراء العميق من فشل قوات شرطة مكافحة الشغب في فرنسا في احتواء الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوعين، الأمر الذي يدفع باتجاه تشديد القبضة الأمنية لقمعها. واعتقلت الشرطة أكثر من 400 شخص في باريس، السبت الماضي، في حين أصيب 133 آخرون، واستخدمت قوات الأمن 10 آلاف قنبلة صوت وغاز مسيل للدموع، بالإضافة إلى مدافع المياه لمواجهة المحتجين. مليون يورو كلفة الأضرار في قوس النصر أعلن رئيس مركز الآثار الوطنية الفرنسية فيليب بيلافال أن كلفة الأضرار الجسيمة التي لحقت بقوس النصر خلال أعمال العنف التي رافقت تظاهرات «السترات الصفراء» في العاصمة الفرنسية السبت قد تصل إلى مليون يورو. وقال بيلافال لصحيفة لو فيغارو: «أقدّر كلفة الأضرار بمئات آلاف اليوروهات، بل حتى بمليون يورو». وأضاف أنّ النصب «سيظلّ مغلقًا أمام الجمهور لعدة أيام». وأوضح بيلافال أن المعلم الأثري والسياحي والوطني، حيث ضريح الجندي المجهول «تعرض لنهب منظّم شمل قاعات العرض وتماثيل والمتجر والمراحيض. تحذير بالعودة وقال رئيس شرطة باريس، ميشيل ديلبوش: إن قلب المدينة تعرض «للعنف بطريقة لم يسبق لها مثيل منذ عقود»، مشيرًا إلى أن المتظاهرين رشقوا رجال الشرطة بمقذوفات فولاذية خطيرة. وهدد قادة من أصحاب السترات الصفراء، التي تقود الاحتجاجات، بالعودة إلى باريس مجددًا نهاية هذا الأسبوع، ما لم تستجب الحكومة لمطالبهم، محذرين من تصعيد تحركاتهم في الشارع.