ألقى الشغب الذي صاحب إياب الدور النهائي لكأس ليبرتادوريس في كرة القدم بين الغريمين بوكا جونيورز وريفر بليت بظلاله على الشارع الأرجنتيني بعد أن زاد التوتر الذي عادة ما يرافق مباريات الغريمين التقليديين في بلاد تعشق اللعبة، حيث بلغ مستوى خطراً مع تعرض حافلة بوكا للرمي بالحجارة من قبل مشجعي ريفر بليت في طريقها إلى ملعب «مونيومنتال». وأدى الاعتداء إلى تحطم زجاج الحافلة وإصابة بعض اللاعبين بجروح. وقال رئيس الاتحاد أليخاندرو دومينغيز لشبكة «فوكس» الأمريكية: «أريد أن أهنئ رئيسي الناديين لأنهما توصلا إلى اتفاق شرف في ما بينهما، في هذه الظروف، المباراة كانت مشوشة، فريق لا يريد أن يلعب (بوكا)، وفريق آخر لا يريد أن يواجه خصما ليس في وضعه المناسب». وهي المرة الثانية التي تؤجل فيها مباراة في الدور النهائي هذا الموسم، لكن لأسباب مختلفة، فمباراة الذهاب التي أقيمت على ملعب «بومبونيرا» التابع لبوكا، كانت مقررة في العاشر من الشهر الجاري، إلا أنها أرجئت لليوم التالي بسبب الأمطار الغزيرة التي أثرت على أرضية الملعب. وكانت مباراة الإياب لنهائي المسابقة التي توازي بأهميتها دوري أبطال أوروبا، مقررة السبت على ملعب ريفر بليت، بعد تعادل الفريقين 2-2 في مباراة الذهاب على ملعب بوكا في 11 نوفمبر الجاري. هاجمونا من كل مكان ووجد لاعبو بوكا أنفسهم في وضع صعب للغاية بعد الاعتداء الذي شمل رميهم بالعصي والحجارة، وقال عدد من اللاعبين إنهم تعرضوا للرش برذاذ الفلفل، بينما أشار مسؤولون في بوكا إلى أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المشجعين. وكشف قائد الفريق بابلو بيريز الذي بدا متأثراً جراء الاعتداء «هاجمونا من كل مكان»، فيما قال زميله المدافع كارلوس ايسكيردوس «رموا علينا العصي والحجارة إلى داخل الحافلة من كل مكان». واعتبر رئيس بوكا دانيال أنجليسي أن السبت «كان يوماً حزيناً جداً»، دون أن يحمل المسؤولية لإدارة ريفر بليت نظراً لوجود مشاغبين في كل ناد. وتابع: «هذا ما حصل يجب أن يتسبب بعارٍ لنا كمجتمع، وأجد أنه من المؤسف أن نضطر لتأجيل مباراة على هذا القدر من الأهمية». من جهته، قال رئيس ريفر بليت رودولفو دونوفريو: «كأرجنتيني ورئيس (نادٍ) في رياضة كرة القدم، أجد هذا (ما حصل) مشيناً». وتعرضت الحافلة للاعتداء على رغم أنها كانت تتقدم في حي نونيز الراقي باتجاه ملعب ريفر بليت بمرافقة من عناصر الشرطة، وأظهرت اللقطات أن الحافلة كانت تتقدم في شارع عريض محاطة بدراجين من الشرطة، قبل أن تتعرض للرمي بالحجارة والمقذوفات لدى وصولها إلى منعطف تجمع عنده المئات على الأقل من مشجعي ريفر بليت. وبعد إعلان إرجاء المباراة، وقعت إشكالات بين المشجعين والشرطة التي أقدمت على توقيف العديد منهم خارج الملعب. وضع غير مقبول وأظهرت لقطات تلفزيونية لاعبي بوكا يخرجون من الحافلة وهم يسعلون والدموع على وجوههم جراء الغاز المسيل للدموع، في حين بدا في لقطات أخرى أعضاء الفريق يتلقون العلاج من قبل الطاقم الطبي في غرفة ملابس ملعب «مونيمونتال» في الضواحي الراقية لبوينوس ايرس. وقالت محطات التلفزيون المحلية، إن بعض اللاعبين تعرضوا لإصابات جراء تطاير الزجاج في أرجاء الحافلة الكبيرة. وقبل الإعلان عن إرجاء المباراة، كشف النجم الدولي السابق مهاجم بوكا كارلوس تيفيز لشبكة «فوكس سبورتس»، «أشعر بآلام في حنجرتي، هذا وضع لا يمكن القبول به، إنهم يجبروننا على اللعب». وأكد المعنيون أن قرار إرجاء المباراة لم يكن سهلاً على رغم التوتر، وأوضح أنجليسي: «ليس سهلا اتخاذ مثل هذا القرار مع وجود 60 ألف مشجع في الملعب، وتم بيع حقوق البث التلفزيوني في بلاد عدة، لكن الأهم هو الاعتناء بالوضع البدني والنفسي للفريق». وهذه المرة الأولى التي يقام فيها نهائي البطولة القارية بين فريقين أرجنتينيين، ويخوضها الفريق الزائر دون جمهوره بسبب منع سفر جمهور الضيوف منذ 2013 بسبب الشغب. ويعود الفوز الأخير لبوكا جونيورز بلقب المسابقة إلى 2007 عندما ظفر بلقبه السادس، أما ريفر بليت فيسعى إلى التتويج به للمرة الرابعة في تاريخه والأولى منذ 2015.