تنشر الصحف المحلية بين الفينة والأخرى أخباراً عن تمكن رجال الجمارك من منع دخول ملايين من الحبوب المخدرة، كما أن رجال حرس الحدود ساهموا هم أيضاً في ضبط ملايين أُخر من أنواع المخدرات والمسكرات، ومع ذلك فإن أي متعاطٍ لا يعدم وسيلة في الحصول على الجرعة التي يبحث عنها من الحبوب المخدرة أو «صواريخ» الحشيش أو قوارير المسكرات، ناهيك عن جرعات الهيروين، الأمر الذي يؤكد أن كميات من تلك المخدرات والمسكرات تدخل بطريقة أو بأخرى حتى تصل في نهاية الأمر إلى يد المتعاطي الذي هو ضحية لهذه السلسلة من الجرائم والمجرمين من مهربين ومروجين وغاوين! وتكتظ مستشفيات الأمل بالضحايا من الجنسين الذين يصل بعضهم إلى مرحلة المرض النفسي من ذهان وانفصام وهوس بسبب الكبتاجون الذي يقال إن عصابات في لبنان وفي دول أخرى تصنعه بهدف تدمير الشباب الخليجي، لذلك ضاقت مستشفيات الأمراض النفسية بمن يحولون إليها من ضحايا المخدرات حتى دعا الكاتب الأستاذ عبدالله خياط -رحمه الله- في مقال له نشر بعكاظ إلى بناء ثلاثة مستشفيات للأمراض النفسية في جدة بدل الواحد الموجود والمكتظ حالياً بالمراجعين والمنومين، أما في مكةالمكرمة التي يوجد بها مليونا نسمة وأكثر فإن بها عشرين سريراً في قسم الأمراض النفسية بالزاهر ولا شيء غير ذلك! وبالنسبة لرجال المكافحة فإنهم يبذلون جهودهم وفق ما لديهم من إمكانيات ولكن بعض من حاول التعاون معهم لم يجد منهم الحماس المتوقع، ولعل لهم عذراً ونحن نلوم. وأخيراً فإن ضحايا المخدرات في ازدياد والمخاطر في اتساع والمجتمع قلق على أبنائه وبناته ومن لديه ضحية من أبنائه لا يعرف كيف يتصرف معه خاصة إذا ما أوصلته المخدرات إلى مرحلة المرض النفسي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. * كاتب سعودي