دعا المسؤول الأول عن الصحة في الحديدة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى إنقاذ المدينة من جرائم الإبادة التي ترتكبها مليشيا الحوثي ضد المدنيين. وكشف مدير مكتب وزارة الصحة في المحافظة الدكتور علي الأهدل جرائم وتجاوزات واسعة في المجال الطبي يرتكبها الحوثيون، محذرا من أنها ستؤدي إلى مقتل آلاف المدنيين. وقال الأهدل، في اتصال هاتفي مع «عكاظ» أمس، إن المليشيات تنفذ مجازر بحق المدنيين، إذ قتلت أمس الأول في مديرية التحيتا 4 مدنيين، بينهم أطفال، وأصابت آخرين بقصف عشوائي استهدف منازلهم، فيما ارتكبت الإثنين الماضي مجزرة أخرى وقتلت مدنيين وأصابت 5 آخرين بقذيفة استهدفت أسرة بمديرية حيس (جنوبي الحديدة)، إضافة إلى مدنيين يتم قتلهم داخل المدينة. وأكد أن القذائف الحوثية تستهدف يومياً القطاعات الصحية داخل المديريات المحررة، لافتا إلى أن الحوثيين يحاولون التسلل إلى خلف مخيمات النزوح في الخوخة لتنفيذ هجوم ضد «الشرعية». واتهم الأهدل المليشيات بارتكاب مخالفات طبية جسيمة قد تؤدي إلى قتل المئات من المدنيين عبر توظيف عناصرهم في المجال الطبي وإدخالهم دورات مختصرة لمدة أسابيع وبعدها يسمحون لهم بإجراء عمليات جراحية والعمل داخل العناية المركزة في مستشفيات الحديدة، محذرا من إعفاء الحوثيين الكثير من الأطباء الاستشاريين والكوادر الصحية واستبدالهم بأنصارهم من غير المتخصصين وعديمي التأهيل. وأكد أن مستشفيي العسكري والعلفي تحولا إلى مجازر، إذ يتم التعامل مع المرضى بطريقة غير آدمية، ويتم منع المواطنين من الحصول على أدوية المنظمات الدولية وتخصيصها لجرحاهم القادمين من صعدة، أو بيعها في السوق السوداء. وأفصح الأهدل عن أن سيارات الإسعاف المقدمة من الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية تستخدم لأغراض عسكرية بحتة، لافتا إلى أن المليشيات تتخذ من عمل المنظمات وسيلة للتمويه على تحركاتها العسكرية، بعد أن نسخت شعاراتها لاستغلالها في تهريب الأسلحة والصواريخ. وأشاد بالدور الإنساني الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، خصوصاً في المجال الطبي، إذ يعالج يومياً ما يزيد على 600 حالة مرضية في المراكز الطبية التي جرى أنشاؤها في المناطق المحررة (جنوبي الحديدة).