فسر الخبير في تفسير الرسومات والنقوش الأثرية والمرشد السياحي ممدوح مزاوم الشمري 58 من النصوص والنقوش القديمة المنقوشة على جبل ام سنمان في مدينة جبة التاريخية شمال غرب حائل 100كم والتي يعود تاريخها لأكثر من ثلاثة آلاف عام والمسجلة في منظمة اليونسكو وذلك من خلال تتبع نقوش الثموديين ورسوماتهم وتفسيرها حيث يقضي جل وقته بين الجبال يقرأ النصوص الثمودية ويحلل النقوش ويقرأ الرسومات القديمة التي خلفوها حتى حفظ سيرهم. وأكد ممدوح مزاوم الشمري ل «عكاظ» أنه وثق 58 نصاً ثمودياً مع احداثياتها في جبال أم سنمان في مدينة جبة من خلال تفسيره لهذه النصوص والرجوع لكتب ثمودية لترجمة النصوص، واضاف ان سبب قرائتي لهذه النصوص هي للتعرف على خفايا الأجيال التي قبلنا ومراحل حياتهم، موضحاً انه زارنا قبل عدة سنوات مجموعه من الرحالة والمهتمين بالنقوش والكتابات وسألني عن تفسير النقوش وقلت لا اعلم وقال من مدينه جبه ولا تعرف تفسيرها ومنذ ذلك الموقف عزمت على قراءة وتفسير ودراسة النقوش وبالفعل تواصلت مع مختصين بالنقوش الثمودية حتى تعلمت رموزها وبدأت افسرها. وأضاف الشمري أن من أبرز النقوش التي تم ترجمتها وتحليلها هي قصة (قن بن طل ) العبد الشجاع ( مروض الاسود ) والتي تحتضنها أحد الجبال في مدينة جبة، مشيراً أنها رسومات جميله ويظهر فيها ( قن بن طل ) وقد روض الاسد وامتطاه وبدا يقاتل عليه شخص اخر ركب على ناقة في اكثر من مشهد واسمه ثلاثي ( قن بن طل بن هلال ) بناء على تتبع نقوشة هو وابيه طل بن هلال وهو من عبيد قبيلة ( بدن ) لوجود رسمات لنوق وثقة ملكيتها للقبيلة بجوار رسماته ومكان إقامته بجبل (شويحط ) وأضاف الشمري أنه يظهر ذلك جلياً لكثرة كتاباتة في هذا المكان و التي تربو على العشرة في مكان لا يتجاوز 15*15م وكذلك لوجود الماء في موسم الامطار، وقد امتدت كتاباته الى جبل غوطة 18 كم شرقاً وجبل السطيحة 10 كم بالجنوب الغربي وأبان هو عبد مملوك بناء على معنى اسمه (قن مذكر وقينة مؤنث) وأوضح الشمري أن احد المشاهد المرسومة على جبل ام سنمان وقف وجهاً لوجه مع اسد بدا شرس وقد فغر فاه وكشر عن انيابه وظهر قن ومعه سيف وترس يتترس به من مخالب الاسد وانيابه وقد اصاب الاسد في مقتل حيث طعنه بالسيف مع رقبته ليصيب الاوداج وهي العروق الكبيرة في الرقبة والتي لا سلامة بعد قطعها. لافتاً أن له من المؤسف جداً رسمه وهو يصيد البقر الوحشي وهي ترضع صغيرها وفي هذه الرسمه قام برميها بسهم اصابها مع رقبتها فلم يراعي حال الصغير الذي يرضع من امه، مؤكداً أن وقن بن طل بن هلال رسام جيد جداً حيث له رسمات لنوق جميلة ذات رقبة طويلة ونحيفه وهي من علامات الجمال في مزاين الابل حالياً و ذات سنام كبير وجسد ممتلي دليل اعتنائة بالابل التي يرعاها. وقال أن والد قن في احد رسوماته للابل ظهر وقد ركب ناقته واخذ بخطامها وشد عصابته على رأسه وتدلى طرفاها من وراء ظهره وناقته (مهجوره). والهجار كما هو معروف ربط اليد مع الرجل، وأبان أنه من رسوماته لنفسه اجده ذو جسم صغير نحيل قصير القامة.