تساءل مثقفو الباحة عن الإستراتيجية الثقافية والتمويل المالي، في الوقت الذي أكد فيه رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور عمر السيف أهمية إطلاق معهد «ثقّف» للثقافة والفنون في توقيت محوري وعدّه خطوة مفصلية في تاريخ الجمعية كونه يسهم في ضمان التدريب المنهجي لجميع حقول الجمعية وتجويد المواهب للعاملين في الجمعيات واستقطاب الشبان والفتيات. وكشف السيف في مداخلته الهاتفية في احتفالية فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة، مساء أمس الأول (الخميس)، بتدشين معهد «ثقّف» تركيز المعهد على الحقيبة التدريبية واستيفائها لأكثر من 110 معايير، وتأهيل المدرب بصورة جيدة، وتطوير آليات التدريب ومتابعة مؤشرات الأداء والقياس، موضحا أن المعهد سينطلق في 3 مدن؛ الرياضوجدة والدمام، وينتشر في جميع مناطق المملكة في القريب العاجل. وتطلّع السيف إلى أن يكون المعهد منارة ثقافية تغير مفهوم الثقافة والفنون، وتزرع لدى الأجيال الناشئة مفاهيم جديدة تغير المفاهيم السلبية وتواكب نظرة الدولة ورؤيتها للثقافة والفنون. في حين أبدى الفنان مدني عبادي عبر مداخلة هاتفية سعادته بتدشين المعهد في منطقة الباحة كونها زاخرة بالمواهب التي تحتاج إلى الرعاية والصقل في الموسيقى والمسرح والتشكيل والتصوير والسينما. وثمّن أستاذ النقد بجامعة الباحة الدكتور سعيد الجعيدي للقائمين على الثقافة في المملكة مبادراتهم بمثل هذا المعهد في حين كان الرواد من عقود يطمحون لمؤسسة ثقافية واحدة تلم شتاتهم وتبرز نتاجهم. وتساءل الكاتب المسرحي مهدي الزهراني عن الإستراتيجية التي يقوم عليها المعهد والفعل الثقافي في الجمعية، فيما توقف أستاذ التاريخ خميس صالح عند الدعم والتمويل المالي للبرامج والفعاليات. وشدد الروائي محمد الغتوري على رعاية المواهب مبكراً وتنويع الفعاليات الثقافية لتشمل كل جوانب الحياة الجيدة، وتساءل توفيق بن غنام عن البنية التحتية للفنون ومنها المسرح إذ لا يرى جدوى للفعاليات إلا بإعادة «أبوالفنون» لسابق مجده وتأسيس مبان خاصة بالجمعيات عوضاً عن المستأجرة. وتطلعت التشكيلية عبير الغامدي إلى عقد شراكات مع الجامعة والتعليم لاستقطاب المواهب، فيما أبدى المدربان حسين الغامدي وساعد المالكي استعدادهما بالتعاون مع الجمعية والتدريب المجاني لأعضاء الجمعية والموهوبين. وركزت مداخلات الحضور على أهمية الاستفادة الكاملة من مبادرة الجمعية والبدء بعقد الدورات التدريبية واستقطاب المواهب ورعايتهم بالمنطقة ما يسهم في تطور الحركة الثقافية والفنية بالمنطقة بطريقة علمية منهجية مدروسة. ويعزز دور الفنون المحلية بالمنطقة. وتطلع الحضور لتطوير المعهد ليغدو أكاديمية تمنح شهادات علمية متخصصة في كل مجال من مجالات الفنون شأن الدول المجاورة. من جهته، رحب مدير جمعية الثقافة والفنون في الباحة علي البيضاني بآراء ووجهات نظر الحضور وعد المعهد إضافة نوعية لتجويد العمل التدريبي الذي تقوم به فروع الجمعية في المناطق، مؤكداً أن فرع الجمعية بالباحة حاضن لجميع المثقفين والفنانين بالمنطقة، ووعد بأن تسخر الجمعية كافة إمكاناتها لدعم الحركة الثقافية والفنية بما يحقق أهداف رؤية السعودية 2030، وإيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوّعة تتناسب مع الأذواق والفئات، وزيادة الأنشطة الثقافية والترفيهية وتنويعها للإسهام في استثمار ما لدى المواطنين من طاقات ومواهب. واختتمت الأمسية بمقطوعات غنائية وموسيقية قدمها منسق لجنة الفنون الموسيقية بالجمعية الفنان متعب سعيد.