أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو محادثات استمرت ساعتين مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في بيونغ يانغ اليوم (الأحد)، وقال إن الجانبين يواصلان إحراز تقدم صوب نزع السلاح النووي. وبعد فترة وجيزة من وصوله إلى كوريا الجنوبية عقب زيارة الشمال، نشر بومبيو على «تويتر» صورة له وهو يسير برفقة كيم وقال «قمت برحلة جيدة إلى بيونغ يانغ للقاء الرئيس كيم. نواصل إحراز تقدم بشأن الاتفاقات التي توصلت إليها قمة سنغافورة. شكرا لاستضافتي أنا وفريقي». وأفاد تقرير صحفي بأن كيم التقى بومبيو لنحو ساعتين تناولا خلالهما الغداء في دار الضيافة الرسمية في بايخواون التي تعني حديقة المئة زهرة. وكان من المقرر أن يقوم بومبيو بهذه الزيارة القصيرة، وهي رابع زياراته لكوريا الشمالية منذ مارس، في أواخر أغسطس لكنها تأجلت في اللحظة الأخيرة بتوجيهات من الرئيس دونالد ترمب الذي برر التأجيل بعدم إحراز تقدم. وقال كيم عبر مترجم لدى جلوسه إلى طاولة الغداء مع بومبيو «إنه يوم رائع جدا يبشر بمستقبل جيد للدولتين». وقال بومبيو «شكرا لك على الاستضافة... الرئيس ترمب يرسل لك تحياته. لقد حظينا بنهار ناجح جدا... لذلك شكرا لك وأنا أتطلع للوقت الذي سنقضيه هنا على الغداء أيضا». وكان كيم قد تعهد خلال اجتماعه مع ترمب في 12 يونيو في سنغافورة بالعمل على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي لكن الخطوات التي اتخذتها بيونغ يانغ منذ ذلك الحين لم تف بمتطلبات واشنطن الخاصة باتخاذ خطوات لا رجعة فيها للتخلي عن ترسانة أسلحتها بما يشمل الإفصاح عن كل منشآتها النووية والصاروخية. وقال مسؤول أمريكي يرافق بومبيو إن تلك الزيارة إلى الشمال «أفضل من سابقتها» لكنه أشار إلى المفاوضات قائلا «سيكون الطريق طويلا». ولم تحقق آخر زيارة قام بها بومبيو لكوريا الشمالية نتائج طيبة. وغادر بومبيو بيونغ يانغ في يوليو مشيدا بالتقدم الذي تم إحرازه إلا أن كوريا الشمالية نددت به لتقديمه «مطالب على غرار رجال العصابات». ولم يلتق بومبيو خلال زيارته السابقة بكيم. وقال مكتب رئيس كوريا الجنوبية إن من المقرر أن يلتقي بومبيو بالرئيس مون جيه-إن اليوم قبل إجراء محادثات مع وزيرة الخارجية كانج كيونج-وا. وكان بومبيو قد زار طوكيو يوم الجمعة ومن المقرر أيضا أن يزور بكين قبل عودته إلى الولاياتالمتحدة يوم الاثنين. طريق طويل وقال بومبيو وهو في طريقه إلى آسيا إنه يهدف إلى «التأكد من فهمنا لما يحاول كل طرف تحقيقه في واقع الأمر». وعبر عن أمله في الاتفاق على «موعد ومكان عام» لعقد قمة ثانية اقترحها كيم على ترمب في رسالة الشهر الماضي. وامتنع بومبيو عن ذكر تفاصيل مباحثاته المزمعة عندما سئل عما إذا كان سيوافق على مطالب كوريا الشمالية بإصدار إعلان بانتهاء الحرب الكورية التي دارت بين عامي 1950 و1953 أو على اقتراح كوريا الجنوبية بضرورة أن يتجنب الضغط من جديد للحصول على قائمة بأسلحة كوريا الشمالية النووية وذلك للخروج من المأزق الحالي. وبدا أن ترمب حريص على عقد قمة ثانية مع كيم على الرغم من أن تصريحات صدرت أخيراً عن كوريا الشمالية تشير إلى أن الجانبين لم يضيقا بعد الهوة بينهما. وأثار بومبيو غضب كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة بإصراره على ضرورة استمرار العقوبات الدولية عليها إلى أن تتخلى عن أسلحتها النووية. وقال يوم الأربعاء إنه كان هناك تأييد بالإجماع لهذا خلال الاجتماع الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأيام الماضية حتى وإن كانت روسيا والصين لديهما بعض الأفكار بشأن الطريقة التي قد نبدأ بها التفكير في الوقت الذي سيكون مناسبا لتقليص العقوبات. وقال وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونغ هو للأمم المتحدة الشهر الماضي إن استمرار فرض العقوبات يعمق من ارتياب بلاده في الولاياتالمتحدة وإنه لا يمكن لبيونغ يانغ أن تتخلى عن أسلحتها النووية من جانب واحد في ظل مثل تلك الظروف.