فيما أفرجت ميليشيات الحوثي الانقلابية عن «صلاح ومدين» نجلي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أمس (الأربعاء)، بتسهيل من قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية الذي أوضح في بيان أن الطائرة التابعة للأمم المتحدة حصلت على تصريح منه للتوجه من الأردن إلى صنعاء. في حين كشفت مصادر مطلعة أن عملية الإفراج تمت بناء على وساطة عُمانية، تضمنت ما يشبه «الصفقة السياسية» التي ستتكشف معالمها ومضامينها خلال الأيام القادمة، إلا أنها اعتبرت أنها تأتي في إطار إجراءات بناء الثقة التي يتولاها المبعوث الأممي مارتن غريفيث. وأكدت مصادر ملاحية في مطار صنعاء أن طائرة تابعة للأمم المتحدة نقلت نجلي صالح إلى العاصمة الأردنية عمّان. وقد رفضت الميليشيات الإفراج عن العقيد محمد محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق، وعفّاش طارق صالح قائد الحراسة الخاصة للرئيس السابق ونجل شقيقه. وأفصح مصدر سياسي مطلع في صنعاء ل«عكاظ» أن عملية الإفراج عن «نجلي صالح» تمت عبر صفقة سياسية بين عائلة صالح والحوثيين، موضحة أن إطلاق سراح «عفاش ومحمد» سيكون ضمن صفقة كبيرة يجرى الإعداد لها وتشمل وزير الدفاع محمود الصبيحي وشقيق الرئيس اليمني ناصر منصور هادي والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان. واعتبر المصدر أن هذه الإجراءات هدفها حلحلة الوضع السياسي الحالي وإيجاد مخرج يمهد لبناء الثقة وعقد مشاورات بالتنسيق مع مبعوث الأممالمتحدة. وكان العميد طارق صالح قد هاجم زعيم ميليشيا الحوثي ووصفه ب«حمالة الحطب»، متوعداً بالقضاء على جماعته، وهو ما اعتبره مراقبون رداً على رفض الحوثيين الإفراج عن أقاربه. في غضون ذلك، تصاعدت الخلافات بين قيادات الميليشيا في صعدة وصنعاء، ولا تزال عملية التحشيد والاشتباكات مستمرة بشكل متقطع بين ميليشيا عبدالملك الحوثي وأتباع ابن عمه محمد عبدالعظيم الحوثي في مديرية سحار بصعدة. تزامن ذلك مع قيام مجموعة مسلحة تابعة لرئيس ما يسمى «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي بقيادة علي اليساني باقتحام مكتب قائد قوات الأمن المركزي بصنعاء المعين من الحوثيين اللواء الركن عبدالرزاق المروني والاعتداء على الموظفين وطردهم من المكتب. وأفادت مصادر في صنعاء ل«عكاظ» أن المروني الذي يصنف بأنه من الموالين للرئيس السابق علي صالح قدم استقالته إلى رئيس «المجلس الانقلابي» مهدي المشاط أمس احتجاجاً على اقتحام مكتبه، متهماً محمد علي الحوثي بمحاولة تصفيته.