الإثنين ما قبل الماضي رشت السماء جدة رشة أقل من خفيفة، وهي مثل من يقول لك هيا استعدوا للمزيد من الخير ومن الرحمة لأن المطر رحمة، قال تعالى: «فانظر إلى آثار رحمة الله»، وهو يسقي الأرض والنبات وينظف الجو ويلطف المناخ، ويجعل الفرحة ترفرف على قلوب الممطورين، لاسيما الأطفال. لكن كثيراً من البيوت ليس فيها تصريف مياه الأمطار فتركد فيها وفي سطوحها وحولها مما يجلب البعوض، ويؤثر على المباني. أما الطرقات التي ليس فيها مجاري مياه الأمطار فحدث ولا حرج، وبعضها مزودة بهذه المجاري لكنها مسدودة بسبب الأتربة أو القمامة أو عدم الصيانة. ولذلك فإن المطر هو اختبار لبلدية أي مدينة يهطل فيها، فإما رسبت البلدية وإما فازت، وعند الرسوب تتم المحاسبة للمقاولين، ولرؤساء البلديات الفرعية ولشركات النظافة، فلما هطلت الأمطار الخفيفة على جدة في آخر يوم من العام الهجري 1439ه فإنها نبهتنا، هيا تحركوا قبل أن يحدث لكم مثل ما حدث قبل عشر سنوات في جدة يوم السابع من ذي الحجة 1430ه. ففي ذلك العام تحول نفق الجامعة إلى بركة عميقة حجزت السيارات بداخلها وحواليها، وانجرفت أو تضررت أكثر من ثلاثة آلاف سيارة. واستمر هطول الأمطار لساعات طويلة حتى بلغ معدل كمية مياه الأمطار حوالى 90 مليمترا. وهو ضعف معدل سقوط الأمطار في سنة كاملة والأثقل في السعودية خلال عقد من الزمان. ولكن الدولة أيدها الله عوضت المتضررين في سياراتهم وفي بيوتهم بمن في ذلك المقيمون، فجزاها الله خيراً. السطر الأخير: قال عمر الخيام: وكم توالى الليل بعد النهار وطال بالأنجم هذا المدار فامْشِ الهوينا إن هذا الثرى من أعين ساحرة الأحورار * كاتب سعودي [email protected]