أعاد تقرير حديث صدر عن أمانة جدة أسباب كارثة الغرق التي تعرضت لها المدينة أخيراً إلى ثلاثة عوامل رئيسة، كان أبرزها ارتفاع منسوب مياه البحر، الذي أسهم بحسب التقرير في خفض قدرة تصريف المياه عبره، إضافة إلى ارتداد مياهه إلى الأحياء المتاخمة له مثل: الحمراء، والرويس. وحدد التقرير الصادر عن إدارة دراسات الأمطار والسيول حصلت"الحياة"على نسخة منه السبب الثاني لوقوع الكارثة بعجز شبكة الأمطار القائمة التي تغطي نسبة محدودة من مساحة المحافظة عن استيعاب الكمية الكبيرة من الأمطار، ما تسبب في غرق الكثير من الأنفاق والشوارع، في حين أرجع السبب الثالث الكارثة إلى عدم وجود سدود وقنوات تصريف لاستيعاب مياه السيول القادمة من الأودية الشرقية ومنعها من التدفق إلى المنطقة العمرانية. وشخص التقرير حال الطقس والأمطار في يوم"كارثة الأربعاء"بهطول أمطار غزيرة بلغت معدلات غير مسبوقة تراوحت بين 111 و 120 مليمتراً لمدة ثلاث ساعات 38.5 مليمتر/ساعة، صاحبتها سيول منقولة عبر الأودية الواقعة شرق المحافظة وادي قوس، وادي العسلاء، وادي مريخ، ووادي بريمان، ومن ثم تدفقت باتجاه الغرب عبر طرق الملك عبدالله، وفلسطين، والأمير محمد بن عبدالعزيز، وشارع صاري، إضافة إلى الشوارع المتفرعة من تلك الشوارع، وصاحب ذلك أيضاً ارتفاع منسوب مياه البحر بما يقارب المترين على شواطئ المحافظة. ودوّن التقرير ما تم من دراسات ومشاريع لتصريف الأمطار والسيول، موضحاً أن الأمانة أجرت دراستين سابقتين لتصميم شبكات تصريف الأمطار في شرق وغرب جدة، تضمنت الأولى درس حلول تصريف السيول ومياه الأمطار للأحياء السكنية شرق طريق الحرمين، التي بنيت بياناتها على زمن تكراري 25 سنة وعاصفة مطرية 88 مليمتراً. وأوضح التقرير أن الدراسة الأخرى اشتملت على تصميم 16 أولوية لشبكات تصريف الأمطار غرب طريق الحرمين، وبنيت بياناتها على زمن تكراري سنتين وعاصفة مطرية 29 مليمتراً. وأفاد التقرير أن"معطيات المناخ بدأت بالتغير في شكل كبير، إذ أشارت التقارير الصادرة عن الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى أن معدل العاصفة المطرية للأمطار التي هطلت على مدينة جدة يوم الأربعاء 22/2/1432 بلغت حوالى 114 مليمتراً، ما يعني أن مخرجات تلك الدراسات لم تعد تتلاءم مع الوضع المناخي الحالي، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها عند إنشاء شبكات تصريف الأمطار والسيول". وخلص إلى"اقتراح مخطط عام لشبكة تصريف الأمطار والسيول لكامل مدينة جدة للربط بين شرقها وغربها، لتصريف مياه الأمطار وكذلك مياه السيول المحتجزة خلف السدود المقترحة، عبر قنوات وخطوط رئيسة تمر عبر المحاور الرئيسة ابتداءً من الشرق مروراً بالمناطق الواقعة في الغرب وحتى البحر ليتلاءم مع دراسات شرق جدة التي بنيت على تكرار مطري 100 - 200 سنة، ومعدل أمطار قدر بنحو 130 مليمتراً/ساعة".