تضاربت معلومات الجهات المعنية حول قياس كمية الأمطار في جدة التي هطلت على المحافظة الثلثاء الماضي، ففيما أكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن معدلها بلغ 6.4 ملليمتر، ذكر رئيس قسم الأرصاد في جامعة الملك العزيز الدكتور منصور المزروعي ل«الحياة» أن محطة الرصد التابعة لكلية الأرصاد وحماية البيئة في الجامعة سجلت كميات متوسطة الأمطار الثلثاء الماضي بنحو 34 ملليمتراً، بينما رصدت محطة الأبحاث الزراعية في هدى الشام (110 كيلو مترات شمال شرق جدة) معدل كمية الأمطار ب 43.8 ملليمتر. بدوره، أوضح المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني ل«الحياة» أن الرئاسة ترصد كمية الأمطار من خلال أحواض تلاحظ بها كمية مياه الأمطار الساقطة وقت هطولها، وقياس منسوبها داخل الحوض، مشيراً إلى أن الرئاسة تتخذ من مطار الملك عبدالعزيز مقراً لذلك القياس. وذكر أن الرئاسة تصرح بالمعدلات المتوسطة، مشدداً على أن كمية الأمطار في جنوبجدة ليست بالضرورة هي نفس الكمية في شمالها. وأفاد القحطاني أن الرئاسة العامة للأرصاد رصدت أمطار 25 تشرين الثاني (نوفمبر)، وأعلنت عن درجة قياسها ب72 ملليمتراً. وأكد الدكتور منصور المزروعي أن الأمطار التي هطلت يوم 25 نوفمبر الماضي بلغت أكثر من 90 ملليمتراً خلال 6 ساعات فقط، معتبراً أنها فترة زمنية قصيرة نسبياً أدت إلى تكوّن السيول التي داهمت الأحياء الجنوبية والشرقية من محافظة جدة. لافتاً إلى أنها كانت قياسية وغير مسبوقة من حيث الكمية والشدة. وشدد المزروعي بأن التخطيط الحضري لمدينة جدة لابد أن يأخذ في الاعتبار التطرف الحاصل في هذه الظواهر الجوية واعتماد كميات أمطار قد تصل إلى 100 ملليمتر تلافياً لحدوث كوارث بيئية مستقبلية، منبهاً إلى أنه لابد من زيادة الوعي الإعلامي للمواطنين بهذه الظواهر من خلال النشرات الجوية في القنوات المرئية والمسموعة والمقروءة.