هاجم أستاذ علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز والخبير في شؤون البيئة الدكتور علي عشقي الآلية التي تعمل بها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، متهماً إياها بعدم الدقة في نشر أرقام كميات الأمطار التي تهطل على محافظة جدة بسبب عدم توافر مراصد كافية لديها. وقال ل «الحياة»: «لا أعلم كيف يمكن للأرصاد وحماية البيئة أن تمنح أرقاماً للأجهزة الحكومية عن كمية الأمطار ومدى خطرها في ظل افتقارها لأجهزة الرصد عالية الجودة التي من المفترض توزيعها على مواقع عدة في أحياء المحافظة، لذلك فالأرقام لا يتم الأخذ بها». ونبه عشقي إلى أن المحافظة الساحلية بوضعها الراهن المتعلق بسوء البنية التحتية لا تتحمل واحداً في المئة من كمية الأمطار، لضعف تصريف المياه الناجمة عنها، وعدم إزالة العقارات الواقعة على الأودية التي تهدد حياة السكان في حال ارتفع منسوب المياه وكميات الأمطار المتساقطة على المنطقة. وأشار الخبير في شؤون البيئة إلى أن المحافظة تطفح بالمجاري والمستنقعات قبل هطول الأمطار، ما يؤكد ضرورة تدخل الجهات المعنية بالأمر التي وعدت بإنهاء مشكلة أحياء شرق جدة خلال كارثة الأربعاء من العام قبل الماضي، إذ إن عمليات الإخلاء ليست حلاً لمعالجة الخلل. وأضاف: «إن تلك الجهات وعدت العام الماضي بالتحرك العاجل لإنهاء مشكلة الأحياء الجنوبية والشرقية لعروس البحر الأحمر، ومن المفترض أن يتم الانتهاء مما نسبته 90 في المئة في حدها الأدنى من تلك المشاريع التي لم يتحرك منها شيء حتى الآن». وذهب عشقي إلى أن الضنك سيبدأ في الارتفاع بعد هطول الأمطار، إضافة إلى اتساع المستنقعات داخل الأحياء، إذ يتعين على أمانة المحافظة رفع معدلات جاهزيتها وتطوير آليات الرش ومكافحة البعوض الذي سيصيب السكان بالأمراض المختلفة نتيجة ركود المياه. وأبان أن الجزء الواقع شرق المحافظة لا يتحمل هطول كميات كبيرة من الأمطار، لعدم وجود تصريف مثالي للمياه، إضافة إلى ضعف البنية التحتية التي تستوعب تلك الكميات، وزاد «ليس من الصواب منح المحافظة الثقة في قدرتها على تحمل مياه الأمطار التي لا تزال تتسبب في خسائر مادية وقلق للسكان». من جهته، أوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني ل «الحياة» أن كمية الأمطار الساقطة على المحافظة خلال اليومين الماضين لا تقارن بما حدث قبل العام الماضي وما تبعها من دمار على المستوى البشري والممتلكات. وفيما سجلت أمطار العام الماضي التي شهدتها محافظة جدة نحو 95 مليمتراً، كشف القحطاني تسجيلها هذا العام ما يقرب من 24 مليمتراً يوم الأربعاء، و50 مليمتراً يوم أول من أمس (الخميس) في حدها الأعلى أثناء هطولها على مدى ساعتين.