تصريح مدير جامعة شقراء الأخير، لم يكن إلا تصريح مسؤول ارتطم بمطب لم يتوقعه، فأخذ يبحث عن أسهل مخرج، ولم يجد أن يلقي أحماله الثقال إلا على أبناء وطنه، وحديثه لا يحتاج إلى إعادة، فهو محفوظ على الإنترنت لمن أراد العودة له، أود في هذه الزاوية أن أسأل معاليه وهو محاسب أمام الله على هذه المسؤولية التي أوكلت إليه من ولاة الأمر: • ماذا عن الكوادر السعودية التي تقدمت لجامعتكم مع تميزها وتفوقها ولم تستقبلوها بصدر رحب، كما استقبلتم غير السعودي، قيدتم السعودي بعقد متعاون، وبمبلغ يعطى له بشكل متقطع وزهيد، وليس عقدا ثابتا أو حتى عقدا مؤقتا يحفظ حقوقه المالية والأكاديمية، مع إجباره على عدم المطالبة بتثبيته كأكاديمي؟ • حين يذهب المواطن السعودي الكفؤ ويجد الوكيلة وأكاديميات من ذات الجنسية يتضاحكن ويتبادلن الحديث بصوت مرتفع أثناء مقابلة وظيفية تديرها أجنبية أخرى؟ ثم احزر ماذا؟ لا يتم قبول السعودي الكفء لعدم انطباق الشروط عليه؟ عن أي شروط نتحدث أيها المدير؟ هل تقصد التفوق العلمي الذي تشهد به شهادة السعودي المتميز؟ هل تقصد الخبرة التي حاربتم السعودي حتى لم يعد بمقدوره الحصول عليها؟ عن أي شروط نتحدث يا معالي المدير؟ • حين يقابل المواطن السعودي الكفء بسؤال أصبح يعتاده من الآخرين كلما ذهب لمقابلة وظيفية في الجامعات السعودية؟ أنت من مدينة جدة ماذا تفعل هنا؟ «ليه ما تقدم على جامعات جدة»؟! • المواطن السعودي الذي تقول إنه غير متميز ولا تنطبق عليه الشروط ولا يريد «بيئة طاردة» هذا المواطن السعودي الكفء الذي تعب، تعلم، سهر الليالي وتحمل الصعاب واقترض ليسافر لمدن ومحافظات بلده بشرقها وغربها، شمالها وجنوبها ووسطها، على أمل أن يتم قبوله والاعتراف به، لكنه لم يعد لمدينته إلا بخيبة أمل عارمة وبديون كان يظن أنه قادر على سدادها عند قبوله كموظف. السعودي الكفء الذي بات يرى أنه لم يعد مرغوباً فيه في بلده الذي يعج بالأجانب؟ ماذا عن السعودي الكفء الذي يرى إعلانات الملحقيات الثقافية السعودية في الدول العربية عن حاجتها للكوادر الأكاديمية والمميزات التي ستعطى لهم في الوقت الذي لم تعلن فيه الجامعة على موقعها الرسمي بوجود شاغر؟ المواطن السعودي الكفء وهو ينظر لشهادته مستغرباً أن الإعلان يحمل طلباً لتخصص هو ذات التخصص الذي حصل عليه بتفوق؟ • وجود الكوادر الأجنبية أمر صحي في أي مكان في العالم؛ لأنه يساهم في الحراك الثقافي والتبادل المعرفي، لكن متى يصبح هذا التواجد عبئاً وخطراً؟ حين يكون هذا التواجد مكثفاً وغير مبرر، خاصة مع وجود مؤهلين من أبناء وبنات الوطن. أتمنى أن يتم النظر بجدية في مسألة توطين الجامعات السعودية بأبناء وبنات الوطن الأكفاء، وحصر تواجد الأكاديمي الأجنبي في نطاقات محددة.