أوضح الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية: إن المملكة عبر تاريخها الحافل انتهجت دورًاً رائدًا في العمل الإنساني والإغاثي من خلال خدمة المجتمع الدولي حول العالم، إدراكًا منها لأهمية هذا الدور في تخفيف المعاناة الإنسانية ولضمان الحياة الكريمة والسليمة للضعفاء والمحتاجين، وتأكيدًا على حرص القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على مد يد العون لهم. جاء ذلك في ندوة «جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذراع الإنساني للمملكة العربية السعودية»، التي عقدت أمس برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الأردني الدكتور عمر بن أحمد الرزاز في العاصمة عمّان، بتنظيم مشترك من مركز الملك سلمان للإغاثة وسفارة خادم الحرمين الشريفين في الأردن، بحضور وزيرة التخطيط والتعاون الدولي بالأردن الدكتورة ماري كامل قعوار، ووزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية الدكتورة هاله بسيسو لطوف، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن الأمير خالد بن فيصل بن تركي، والممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدول مجلس التعاون الخليجي خالد خليفة، وأصحاب المعالي والسعادة، وممثلي المنظمات الدولية والمحلية الإنسانية شركاء المركز، والمختصين في الوضع الإنساني ومراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية. ونقل الدكتور عبدالله الربيعة للحضور تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده، معربًا عن تقديره الكبير لجهود المملكة الأردنية الهاشمية حكومة وشعبًا لاستقبال واحتضان اللاجئين من الجنسيات كافة. وقال الربيعة: إن المملكة العربية السعودية وعبر تاريخها العريق كانت في مقدمة الدول التي تقدم المساعدات الإنسانية، حيث تعود بواكيرها إلى الخمسينات مع إنشاء الصندوق السعودي للتنمية الذي استطاع خلال أربع سنوات من إنشائه أن يحتضن أكثر من 55 دولة، كما أن تبرعات المملكة شملت التبرعات الحكومية والشعبية لضحايا حرب كوسوفو، وضحايا إعصار تسونامي وضحايا إعصار بنغلاديش وغيرها من الجهود الإنسانية المشهودة، كما أن المملكة تبرعت عام 2008 م لبرنامج الغذاء العالمي ب 500 مليون دولار أمريكي وهو التبرع الأكبر في تاريخ البرنامج. وأبان أن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليس بغريب على العمل الإنساني لكونه ترأس منذ أواسط الخمسينات العديد من اللجان والجمعيات الإنسانية. وأوضح الربيعة أن جهود المملكة في المساعدات الخارجية دائمًا في تصاعد إلى أن وصلت إلى رقم قياسي في السنوات القليلة الماضية، فقد بلغ حجم المساعدات السعودية منذ عام 1996 م وحتى اليوم أكثر من 84 مليار دولار أمريكي. وبيّن أن التوجيهات الكريمة صدرت من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بإنشاء المركز في 13 مايو من عام 2015م، ليكون مختصًا بتقديم البرامج الإنسانية والإغاثية المتنوعة وفقاً للأهداف والمبادئ الإنسانية النبيلة. وتمكن المركز حتى اليوم من تنفيذ 457 مشروعًا شملت 42 دولة حول العالم، حظي اليمن فيها بالنصيب الأكبر، حيث وصلت المشروعات المنفذة فيه إلى 277 مشروعًا شملت قطاعات الأمن الغذائي والإصحاح البيئي والمياه، ومشروعات مخصصة للمرأة والطفل، فضلاً عن دعم البنك المركزي اليمني واللاجئين ومكافحة وباء الكوليرا وغيرها. وبين الربيعة أن المركز يراعي في برامجه تطبيق مبدأ المعايير والقوانين الدولية الإنسانية وتقديم المساعدة دون تمييز، مشيرًا إلى تنفيذ المركز لبرنامج نوعي لإعادة وتأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم ميليشيات الحوثي وجعلتهم دروعًا بشرية، حيث قام المركز بتأهيل 2000 طفل وقدم لهم الرعاية، ودمجهم في المجتمع من خلال تقديم دورات وبرامج اجتماعية ونفسية وثقافية ورياضية، إضافة إلى تقديم برامج توعوية لأسر الأطفال عن المخاطر النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الأطفال المجندون. وتناول الدكتور الربيعة في هذا الخصوص إنشاء المركز مراكز للأطراف الصناعية في مأرب ومستشفيات المملكة بالحد الجنوبي، وكذلك بعدن لتركيب أطراف جديدة للذين فقدوا أطرافهم إثر تعرضهم لانفجارات الألغام العشوائية التي زرعها الحوثيون في المناطق الآهلة بالسكان. كما أكد أن مركز الملك سلمان للإغاثة في طريقه لتوقيع اتفاقية مع إحدى الجامعات المرموقة لإجراء الدراسات والبحوث الإنسانية المتخصصة والمسوح الميدانية، وأبرز السعي لتحويل أغلب إجراءات المركز إلى الأنظمة والتطبيقات الإلكترونية لتسهيل العمل الإنساني وخدمة الشركاء والمستفيدين حول العالم. وأضاف أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وبقية دول التحالف أطلقوا في مطلع عام 2018م خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن لرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق في جميع المحافظات، مشيدًا بتبرع المملكة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأممالمتحدة لدعم اليمن لعام 2018م خلال مؤتمر«المانحين المخصص لتمويل الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018م» في جنيف بمبلغ 500 مليون دولار، سلّمت للأمم المتحدة. واستنكر المستشار بالديوان الملكي اعتداءات الميليشيات الحوثية على مساعدات المنظمات التابعة للأمم المتحدة والهيئات الإغاثية والعاملين معها منذ العام 2015 م حتى اليوم، ومصادرتهم السفن الإغاثية والشاحنات التي تحمل المساعدات، وزرعهم الألغام، فضلاً عن إطلاقهم الصواريخ الباليستية وآلاف المقذوفات العسكرية على مدن المملكة، مناشدًا المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤوليته ومحاسبة الميليشيات الانقلابية على تجاوزاتها التي تعيق العمل الإنساني. وأفاد أن المملكة، تحتضن لاجئين يمنيين وسوريين ومهجري الروهينجا بوصفهم زائرين يحصلون على جميع التسهيلات مثل الرعاية الصحية المجانية والتعليم المجاني لأبنائهم، مبينًا أن المملكة العربية السعودية هي ثاني بلد مستضيف للمهاجرين في العالم بما نسبته 37% من السكان. وأبان الدكتور الربيعة اهتمام المملكة بالوضع الإنساني للعديد من الشعوب المحتاجة في العالم، مثل مهجري الروهينجا وما حلّ بهم من تهجير قسري في ميانمار، حيث وقع المركز مشروعًا لرفع جاهزية مستشفى منطقة سادار بمنطقة كوكس بازار في جمهورية بنجلاديش بتكلفة إجمالية بلغت مليوني دولار أمريكي لتعزيز تقديم الرعاية الصحية الثانوية للاجئين الروهينجا في بنجلاديش، وكذلك وقع المركز مشروعًا آخر لتقديم خدمات تعليمية وتربوية للطلاب من اللاجئين الروهينجا في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إضافة إلى قيام فرق من المركز بزيارات ميدانية متتابعة لمخيمات اللاجئين الروهينجا في جمهورية بنجلاديش، وذلك للوقوف على البرامج الإنسانية التي ينفذها المركز للاجئين، إلى جانب دراسة أوضاعهم وأولويات الاحتياج الإنساني التي يمكن تنفيذها لهم بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة هناك. ودعا الربيعة إلى تعزيز الشراكات الفاعلة بين مركز الملك سلمان للإغاثة ومؤسسات المجتمع الإنساني الدولي لتفعيل جهود العمل الإنساني وما يقدم من مساعدات في تخفيف معاناة المتضررين بشكل عام. بعدها ألقت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي بالأردن الدكتورة ماري كامل قعوار كلمة راعي الحفل رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز قائلة: إن الأردن وعبر العقود الماضية كان وما يزال ملاذًا للاجئين إليه، فلم يتوان يومًا عن القيام بواجبه الإسلامي والإنساني، الأمر الذي يدل على حكمة قيادته الهاشمية ووعي مواطنيه، مضيفة أن ذلك يأتي انطلاقًا من حقيقة إسهامه في حفظ الأمن والسلام العالمي بكل وسائله السياسية والدبلوماسية والإنسانية، بدءًا من القضية الفلسطينية إلى موجات اللجوء العراقي في التسعينات وموجات اللجوء السوري مؤخرًا. وأوضحت الوزيرة ماري قعوار أن زيارة فريق مركز الملك سلمان للإغاثة للأردن تأتي لتضيف لبنة من لبنات التعاون القائم بين المملكة العربية السعودية والأردن، حيث سيتم اليوم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بحضور الدكتور عبدالله الربيعة وبعض المنظمات العاملة في المجال الإنساني في الأردن، بهدف تخفيف الأعباء على الأشقاء السوريين المقيمين في الأردن وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم. وأشادت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية بالدور الإنساني المهم الذي تؤديه المملكة العربية السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة صاحب الأيادي البيضاء في العمل الإنساني على المستويين الإقليمي والدولي، معربة عن أملها لشعب المملكة دوام التقدم والرفعة والازدهار بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. ورفع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن خالد بن فيصل بن تركي أسمى آيات الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين على بذلهما الإنساني وعطائهما الذي لا ينقطع، منوهًا بالدور الإنساني الرائع لمركز الملك سلمان للإغاثة وأنه يعد خير سفير لمملكة الإنسانية، كما قدم خالص شكره للحكومة الأردنية على استضافتها اللاجئين السوريين على أراضيها. وثمّن الممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدول مجلس التعاون الخليجي خالد خليفة دور مركز الملك سلمان للإغاثة في دعم اللاجئين السوريين ومهجري الروهينجا وما بذله من مشاريع إنسانية في ذلك، مفيدًا أن المملكة هي ثاني أكبر مستضيف للأقلية الروهينجية المضطهدة في العالم بما يقدر ربع مليون لاجئ روهينجي يقيمون في المملكة. عقب ذلك قام الدكتور عبدالله الربيعة بتدشين مشروع المركز الطبي في بلدة دير دبوان الفلسطينية بمدينة رام الله في الضفة الغربية. ويهدف المشروع لتقديم مركز الملك سلمان للإغاثة منحة مالية لتجهيز المركز الطبي في دير دبوان بالأجهزة و المعدات الطبية، وتوسعة العمل المشترك في مجالات الإغاثة الإنسانية والتنمية الصحية للشعب الفلسطيني، والإسهام في رفع مستوى الخدمات الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على تخفيف المعاناة اليومية للمرضى الفلسطينيين، بقيمة إجمالية بلغت 6 ملايين و159 ألف ريال سعودي، يستفيد منه 30 ألف شخص. ثم ألقى مدير عام المركز الطبي الدكتور عمر غنام كلمة قدم فيها خالص الشكر والتقدير للمملكة ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة على إسهامه الفاعل في دعم إنشاء المركز الطبي ببلدة دير دبوان وتزويده بالمعدات والأجهزة الطبية اللازمة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع سيكون له أثر إنساني رائد في خدمة المرضى بالمنطقة، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لا ينسى جهود ومواقف المملكة المستمرة منذ بداية القضية الفلسطينية. بعدها وقع الدكتور عبدالله الربيعة اتفاقية مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لإجراء الغسيل الكلوي لمرضى الفشل الكلوي السوريين اللاجئين في لبنانوالأردن في المستشفيات والمراكز المتخصصة في الأردن، ويهدف المشروع إلى الحفاظ على حياة مرضى الفشل الكلوي وتخفيف العب على الأسر السورية اللاجئة. وفي ختام أعمال الندوة جرى تكريم شركاء العمل الإنساني في الأردن وتبادل الدروع التذكارية.