لم يشفع مرور أسبوعين وبداية الثالث من العام الدراسي، في انفراج أزمة النقل المدرسي لطلاب وطالبات مركز «العبلاء» في أقصى غرب محافظة بيشة، ليجد الطلاب أنفسهم أمام خيارين؛ إما السير على الأقدام أو ركوب أحواض السيارات متعرضين لأخطار جمة. وأكد محمد الأكلبي أن كثيرا من الآباء يعيشون أزمة منذ بداية الدراسة ويجدون صعوبة في التوفيق بين ارتباطاتهم العملية خارج المنطقة وبين المواظبة على توصيل أبنائهم لمدرسة العبلاء الابتدائية والمتوسطة التابعة لتعليم محافظة بيشة. وناشد الأكلبي تعليم محافظة بيشة بإيجاد مخرج لهم من هذه الأزمة وتوفير وسائل نقل آمنة لكافة أبنائهم، خصوصا أنهم في منطقة نائية وليس لدى أولادهم خيارات أخرى سوى النقل المدرسي، والذي غاب عنهم لسوء الحظ منذ بداية الدراسة، وقال: «نرتبط بأعمال ووظائف خارج المنطقة، فمنا من يعمل بالحد الجنوبي ومن يعمل بالرياض وكافة المناطق، ونبقى في قلق دائم بشأن ذهاب أبنائنا لمدرستهم فنخشى عليهم من مخاطر السير على أقدامهم وكذلك ركوب السيارات غير المهيأة». وطالب بتنفيذ توجيه أمير منطقة عسير بإيجاد الحلول لمشكلة النقل المدرسي. ويزداد الوضع سوءا عند الحديث عن نقل البنات اللاتي لم تفتتح لهن مدرسة بمركز العبلاء فالتحقن بمدرسة بنات تتبع لتعليم منطقة الباحة، فكانت معاناتهن مع النقل المدرسي أشد، حسب ما أكده المواطن علي الأكلبي بقوله إن سكان مركز العبلاء بغرب بيشة مجبرون على إرسال بناتهم للدراسة بمدرسة «جمرة بنت الحارث» بمركز «جرد» التابع للباحة وذلك لكافة المراحل الدراسية ابتداء من الروضة وحتى المرحلة الثانوية. وأوضح الأكلبي أن معاناتهم تفاقمت إلى أبعد حد، بسبب عدم توفير تعليم الباحة لحافلات توصل بناتهم إلى المدرسة، لأن المسافة ليست قريبة. مضيفا: بنات العبلاء تخلت تعليم بيشة عن منحهن المدرسة فذهبن للباحة فواجهن أزمة النقل. وطالب بتوفير وسائل نقل تشمل كل الطالبات. وأضاف أن أزمة النقل المدرسي التي تعصف بكثير من المدارس وضعت وزارة التعليم على المحك، والتي لم تفلح حتى الآن في إيجاد الحلول والخروج منها.