استثار إيمان بعض المؤرخين الفاعلين بأهمية تعزيز الخروج من رداء القبيلة إلى أفياء الوطن الآمن والتحرر من الانتماءات الضيقة لصالح الانتماء الأرحب حفيظة فريق من الأكاديميين المتمسكين بالأمانة العلمية ومنهجية نقل كلام المصادر وقصائدهم كما قيلت. وتحولت أمسية المنتدى الثقافي في فنون الباحة مساء أمس الأول إلى حالة تفاعلية حول إمكانية كتابة تاريخ المنطقة حرفياً كما وقع، وذهب المؤرخ سعد الكاموخ إلى أن من الحكمة في ظل ما بلغناه من وحدة وطنية تجاوز بعض الأحداث والأخبار القائمة على نعرات كونها لا تعني الأجيال المؤمنة بوطنها، مؤكداً أن المنهجية التاريخية تخضع لمعايير وضوابط تعزيز لحمتنا الوطنية. ما دفع أستاذ التاريخ في جامعة الباحة الدكتور خميس صالح سالمين إلى إبداء التحفظ على تحوير التاريخ كونه من لوازم التوثيق في نقل المعلومة كما هي، وعدّ سالمين الانتقائية مذمّة، متطلّعاً إلى اعتماد المؤرخين منهج علماء مصطلح الحديث في ضبط الروايات، خصوصاً رواية المعاصرين عن أسلاف عاشوا وعايشوا الأحداث، مبدياً تحفظه على رواية الآحاد في التاريخ شأن المحدثين في التعامل معه بظنيّة. فيما ذهب أستاذ الأدب والنقد في جامعة الباحة الدكتور سعيد الجعيدي إلى أن العمل ضمن إطار مؤسسي رسمي يفرض على البحوث الانتقائية والاختيار وإن تعارض مع منهج الأمانة العلمية. فيما تحدث الكاتب جمعان الكرت عن التنوع البيئي في منطقة الباحة وإثرائه للكتابة بحكم أنه تاريخ عريق وثري ويستحق التوثيق لتأثيره في المنجز الإنساني والوطني. وتناول التربوي عبدالله سعيد فديم حساسية مصادر التوثيق التاريخي من بعضهم وإعلاء شأن بعض الروايات على بعض بحكم موقع ومكانة الشخصية الموثقة. وعدّ عضو فريق مشروع توثيق أدب الباحة صالح البيضاني المنطقة من أثرى مناطق المملكة على مستوى الطب الشعبي، إذ رصد وفريق العمل ما يقارب 18 طبيباً وطبيبة كانوا يسهمون في علاج كثير من الأمراض منها ما يتعلق بطب العيون. وتناول مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الباحة علي البيضاني ثقافة الإنتاج في إنسان المنطقة، ما جعل من الباحة سلة غذاء لتموين الحجاج العابرين من وإلى مكة.