عام مر على معالي المستشار تركي آل الشيخ في هيئة الرياضة وقد ملأ الدنيا ضجيجا، لتظل شخصيته من أكثر الشخصيات إثارة للجدل، فأن تكتب عنه مدحا أو ذما، هو يعني أنك ستتلقى سيلا من التعليقات، مؤيدة ومعارضة، لأنه يظل أكثر المسؤولين إثارة للجدل، فما إن يحل حتى يتحدثون كثيرا، برغم قصر الفترة التي قضاها، فعام على الوزارات والهيئات الكبرى ليس شيئا، ولكنه استطاع أن ينفض غبار السنين عن الرياضة السعودية بعد أن وهنت وضعفت، وبقيت تحت رحمة الاجتهادات الفردية، فاقدة العمل المؤسساتي المنظم، والخطط الإستراتيجية المدروسة. عام على معالي المستشار وهو يحمل حقيبة الرياضة السعودية والتي كنا في يوم من الأيام نصنفها ضمن قائمة هيئات الرفاهية، ليحيلها إلى ملفات الرؤية السعودية الطموحة، ويجعلها في قائمة الأولويات الاقتصادية، فالملامح الأولية التي رأيناها في عامه الأول أن الكرة السعودية ستصبح موردا مهماً من موارد الدولة، وأن الرياضة مشروع كبير لا يقف عند دوري المحترفين. الرياضة مشروع صحي يحسن من مستوى الأفراد، والرياضة فعاليات وترفيه عائلي يدعم تطوير الملف السياحي، والرياضة بطولات عالمية ستستضيفها المملكة لتلفت أنظار العالم إلينا، فالمصارعة العالمية هنا، وبطولات السيارات هنا، وبطولات الجولف هنا، وعشاق الملاكمة هنا، وفي اعتقادي أن في جعبة المستشار ما هو أكبر من ذلك. بعد عام على تركي، صفقنا له تارة، وانتقدناه تارة أخرى، لكننا جميعا نقولها إنه عمل وأنجز، ترقبناه كثيرا، وأدهشنا كثيرا، وفاجأنا مرات عدة. وأقولها لمعالي المستشار، لأنك مسؤول استثنائي فالأكيد أنك تحمل ملفا إستراتيجيا كبيرا للرياضة السعودية والتي ساهمت في تطوير هيئات أخرى سياحية وإعلامية وتعليمية، لكن الأهم في القادم أن تثمر القرارات لسنين قادمة، فشهية الطموح لدى كل رياضي كبرت، وطموحاتنا زادت، «فالحي يحييك» وأنت قد أحييت ما مات من طموحنا، وأعدت لنا الوهج فأصبحنا نريد منتخبا ينافس، وفرقا قوية تزخر بالنجوم، ورياضات مختلفة تصل للعالمية. بعد عام على تركي أقولها، اعمل وسيسجل التاريخ وسترى الأجيال القادمة أن بذور العمل والرؤية الطموحة أصبحت شجرة يانعة تمد الخير للوطن.