تعيش الرياضة السعودية خلال الوقت الحالي مرحلة فريدة من نوعها، تميزت باتخاذ العديد من القرارات الاستثنائية خلال فترة زمنية قصيرة، انطلقت منذ تولي المستشار تركي آل الشيخ رئاسة الهيئة العامة للرياضة. وفي الوقت الذي شغل فيه قرار السماح للعائلات بحضور مباريات الدوري السعودي للمحترفين الاعلام كثيرا، فإن الكثير من القرارات الأكثر أهمية لم تعط الزخم الاعلامي الملائم لها، خاصة وأنها قرارات بعيدة المدى، قد يجهل الكثيرون أهميتها على مختلف الجوانب الاقتصادية والرياضية والاجتماعية، بل والسياحية أيضا. آل الشيخ نجح في صناعة الفارق خلال فترة وجيزة، بفضل الدعم الكبير والصلاحيات الواسعة التي تحصل عليها من قبل القيادة الرشيدة، والتي نتج عنها حصول المملكة على حقوق استضافة العديد من الأحداث العالمية كبطولة العالم للشطرنج، ونهائي السوبر العالمي للملاكمة، وكذلك منافسات المصارعة الحرة، اضافة للعديد من البطولات والمنافسات البارزة على المستوى الدولي. ويبدو أن الجهل بالفوائد العائدة من استضافة مثل هذه البطولات، وإقامة بعض البطولات المحلية المختلفة، كبطولة كأس هيئة الرياضة للقيمرز، قد ساهمت في ظهور معارضة البعض إقامتها، طارحين العديد من التساؤلات حول الفوائد المرجوة منها. الواقع يشير إلى أن الرياضة باتت صناعة وعلما، ورافدا مهما في مختلف الجوانب، حيث إن العديد من الدول تتنافس من أجل استضافة أبرز الأحداث الرياضية على مستوى العالم، لعلمها بأهمية ذلك في رفع الجانب الاقتصادي للدولة، والتغلب على البطالة فيها، إضافة إلى ما يلعبه النجاح في تنظيم تلك البطولات من دور هام في تحويل تلك الدول لوجهات عالمية على المستوى السياحي. وبالعودة لبطولة كأس هيئة الرياضة للقيمرز، فإن تنظيمها يشير بكل تأكيد إلى الانطلاقة الجديدة للهيئة العامة للرياضة من خلال لعبها الدور الحقيقي في احتواء الشباب، الذين لم يعد شغفهم محصورا أبدا في لعبة كرة القدم.