بين عشية وضحاها استطاعت الهيئة العامة للرياضة أن تحول المشهد الرياضي السعودي إلى اهتمامات متعددة، ومنافسات محلية ودولية تتمدد بين منطقة وأخرى، وسط متابعة جماهيرية وإعلامية كبيرة من مختلف وسائل الإعلام المحلية والخارجية، وتنظيم غير عادي من الهيئة التي دفعت بالشباب إلى مشاهدة وممارسة ألعاب وهوايات عدة لم يسبق لهم ممارستها على الإطلاق، استحوذت على الاهتمام ولفتت الأنظار، ولم يكن أحد يتصور أنها ستكون حاضرة على المدى البعيد فما بالنا خلال فترة وجيزة عشنا فيها الكثير من التفاصيل للمنافسات الرياضية والشبابية، كانت البداية ببطولة الشطرنج العالمية على كأس الملك سلمان، ثم توالت البطولات والمنافسات والهوايات بشكل لم يسبق له مثيل، حتى "البلوت" حضرت بتنظيم ومنافسة على الهواء فأصبحت لها قيمة وجوائز ضخمة وتحديات كبيرة وسط امتزاج مختلف فئات المجتمع مع بعضهم البعض، رياضيين وغير رياضيين. هذا التحضير القوي، والتخطيط المميز من هيئة الرياضة، سحب البساط عن بعض الألعاب الأخرى، وجعل المتابعات تتوزع على الكل، والتركيز على جزئياتها وتاريخها وأبطالها بعدما كانت نسياً منسياً، والكثير لا يعرف عنها شيئاً، هذا يحسب بالدرجة الأولى للمستشار تركي آل الشيخ، الذي حوّل الرياضة السعودية إلى ساحة مشتعلة وخلية نحل من العمل والتخطيط، وتعاضد مختلف الجهات مع بعضها البعض، لتقديم منتج يستحوذ على اهتمام الرياضيين والشباب، ويزيح التركيز عن كرة القدم التي كانت في ظل تراجع الكثير من الألعاب هي المسيطرة، قبل أن تتكاثر حولها الاهتمامات الأخرى، وصار من الممكن أن نعرف عن الكثير من الهوايات التي لاتمارس إلا لدى بعض الدول في أميركا وأوروبا وبعض القارات الأخرى وسط تنظيم عالي الجودة من هيئة الرياضة ومتابعة إعلامية كبيرة. كان الرياضي في السابق خصوصاً الذي يبحث عن لعبة وهواية معينة ربما يحتاج إلى حضور بطولة في دولة معينة، أو المتابعة عبر التلفزة ووسائل الإعلام الأخرى حتى يمارسها أو يتابعها أو يقرأ عنها، الآن الوضع تغير، في المصارعة والملاكمة والغولف والألعاب التي كان لا حضور لها في السعودية، من الممكن حضورها وممارستها هنا، وهذا يعني قدرة هيئة الرياضة على توفير كل ما يحتاجه الشباب، وجذبهم إلى اهتمامات جديدة تفجر طاقاتهم إيجاباً وتنمي مواهبهم وثقافتهم وتستحوذ على وقتهم بعيداً عن أي ممارسات خاطئة تؤثر عليهم.