أجمع وفد من نشطاء حقوقيين وإعلاميين أحوازيين قدموا إلى المملكة من عدة دول أوروبية وغربية لأداء مناسك الحج، أن نظام الملالي سيسقط لا محالة في ظل الفشل التام في إدارة شؤون البلاد على جميع الأصعدة وحالة التردي الاقتصادي التي بلغتها وما نجم عنها من غلاء في المعيشة وتفشي الفقر والبطالة. وأوضحوا لدى زيارتهم ل «عكاظ» أن الأزمات المتتالية التي يعاني منها الشعب الإيراني في المقام الأول تفاقمت، وتضاعفت المعاناة على الطبقات والقوميات المهمشة الأخرى ومن بينهم الأكراد والبلوش والأذريون والتركمان والأحوازيون العرب. ورفع أعضاء الوفد شكرهم لحكومة المملكة ولمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على حسن الاستضافة، داعين الله أن يحفظ المملكة من كيد الكائدين، كما أشادوا بمستوى الخدمات والتسهيلات التي تقدمها المملكة لحجاج بيت الله الحرام، مثمنين الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة المملكة في خدمة ضيوف الرحمن. استقبلت «عكاظ» الوفد الزائر، الذي ضم 6 شخصيات، هم الإعلاميان حامد الكناني وعلي فرهود زيدان والكاتب الصحفي دهر الشمري والناشطان الحقوقيان حميد آل ناصر والدكتور عودة العفراوي وحرمه أمينة عفراوي. حيث زار الوفد مقر الصحيفة والتقى منسوبيها واطلع على آلية العمل في منصاتها المختلفة، واستمع الوفد إلى شرح مفصل عن آلية العمل اليومي في الصحيفة ومراحل إصدار نسختها الورقية، بالإضافة إلى آليات العمل في قطاع النشر الإلكتروني. والتقى الوفد نائب رئيس التحرير الزميل فيصل الخماش، الذي رحب بهم في «عكاظ»، وبحضورهم بين أهلهم وأشقائهم في المملكة، مشدداً على أهمية قضية إقليم الأحواز وما يعانونه من ظلم واضطهاد من قبل نظام الملالي المتطرف، في حين أبدى أعضاء الوفد تقديرهم للجهود الإعلامية المبذولة من قبل الصحيفة في تغطية الأحداث الإقليمية وما يخص إقليم الأحواز، وعبروا عن سعادتهم بزيارة «عكاظ»، مشيدين بمكانتها الصحفية ومصداقيتها ودورها الذي تقوم به في خدمة القضايا الإنسانية العادلة. الشمري: صراع الأجنحة قائم من جهته، قال الكاتب الصحفي دهر الشمري المقيم إنه يوجد حاليا صراع سياسي داخل أجنحة النظام على السلطة بين المتشددين والإصلاحيين بالإضافة إلى كتل أخرى من خارج النظام من بينها جماعة الملكيين والمجاهدين وتنامت هذه الصراعات في ظل تفاقم الأزمات المتتالية التي يعاني منها الشعب الإيراني في المقام الأول، فيما تتضاعف المعاناة على الطبقات والقوميات المهمشة الأخرى ومن بينهم الأكراد والبلوش والأذريون والتركمان والأحوازيون العرب. فرهود: وجهان لعملة واحدة في حين يرى الإعلامي علي فرهود زيدان أن الصراع داخل أجنحة النظام يعد شكلياً، معتبراً أن المتشددين والإصلاحيين وجهان لعملة واحدة تجمعهم أدبيات ثابتة، ولكن الصراع الحقيقي الحالي في إيران هو امتداد لإشكالية تأسيس دولة الأم القومية في إيران المبنية على أسس شوفينية ولا مثيل لها في التاريخ إلا الدولة النازية، مشيراً إلى أنها تسلب حقوق جميع الشعوب والقوميات بمختلف مكوناتها وثقافاتها المتعددة الموجودة على أراضيها من أجل بناء الدولة القومية الفارسية وفرض ثقافتها ولغتها وتاريخها وحدها، ولذلك ظل فيها صراع تاريخي ممتد مثل الصراع القائم بين العرب الأحوازيين والدولة الفارسية منذ ضمها للإقليم، مضيفاً أنه من خلال فرض القوة القهرية والدعم الدولي الذي تلقته الدولة الفارسية الأم استطاعت هذه الدولة بالرغم من كل إشكاليتها الداخلية والمفارقات التاريخية أن يستمر وجودها حتى يومنا هذا بغض النظر عن أنها أنتجت منذ نشأتها نظامين مختلفين وهما النظام الملكي ومن ثم نظام ولاية الفقيه، ولكنها وصلت إلى نهاية المطاف وهي أنها لا تستطيع أن تعيش وتمضي قدماً في وجود اختزال البلاد في القومية الفارسية وحدها وعدم انسجام باقي المكونات الاجتماعية والقوميات والشعوب الأخرى معها نتيجة للاضطهاد والعنصرية والقمع. وأكد زيدان أن وجود أي معارضة تسعى لاستبدال النظام الحالي وفقاً لذات المفاهيم التي نشأت عليها الدولة الأمة يعني استمرار الصراع الأزلي القائم منذ نشأتها. ومن جهته، يقول الإعلامي حامد الكناني إن المرشد علي خامنئي أقر من خلال تصريحاته الأخيرة أن النظام فشل خاصة على الصعيد الاقتصادي وأنه أكد بلسانه أن الأسباب ليست خارجية نتيجة العقوبات الدولية وإنما السبب الرئيسي هو سوء الإدراة والفساد الداخلي، معتبراً أنه من المعيب جداً أن يصل هذا النظام بعد 40 عاماً استمر خلالها في نشر شعارات طوباوية زائفة إلى هذا الاستنتاج وعلى لسان رئيس النظام. وأشار الكناني إلى أن من عوامل فشل النظام الحالي هو تبنيه لأيديولوجية توسعية لا تختلف عن أيديولوجية الاتحاد السوفيتي سابقاً والتي ثبت فشلها باعتبار أن الشيوعية أيضاً كانت تسعى لتصدير الثورة السوفيتية وتوسيع نفوذها من خلال إسقاط الدول والمجيء بنظم موالية لها آنذاك والتي خلفت صراعات وفشلا ذريعا، مؤكدا أن الدول العربية تضررت من هذا الفكر التوسعي الذي يتبناه نظام الملالي ولا يقل خطورة عن فكر القاعدة وداعش والإخوان المسلمين؛ لأن القاسم المشترك بين هذه الأيديولوجيات المتطرفة هو عدم احترام سيادة الدول والسعي لإيجاد إمبراطورية أيديولوجية، مؤكداً أن هذا الفكر أدى إلى تدمير إيران من الداخل على جميع الأصعدة اقتصاديا واجتماعياً وسياسياً وثقافياً وعلمياً، وبالتالي لا يوجد مجال لاستمرار هذا النظام بعد أن استنفد جميع الفرص والحلول الممكنة وسيكون انهياره من الداخل حتمياً. وأوضح الكناني أن قوة النظام الحالي تكمن فقط في الإرهاب الذي يقوده في المنطقة من خلال الميليشيات المسلحة التي يدعمها ويمولها في عدد من الدول العربية، ولكنه من الداخل متهلهل وأشبه ببيت العنكبوت الواهن. وحول أزمة المشروع النووي الإيراني، أوضح الكناني أن هذا المشروع كان قائماً قبل مجيء الثورة الإيرانية على مصالح قومية ولكن نظام الملالي والحرس الثوري استغلوا مرحلة دخول الثورة وقاموا بنشاطات خفية بعيداً عن أعين منظمة الطاقة الدولية كجزء من أهداف النظام غير السلمية من المشروع والتي باتت مكشوفة حالياً، مؤكداً أن النظام سعى إلى عسكرة المشروع النووي كجزء من فكره الرامي إلى توسعة نفوذه من خلال زعزعة أمن واستقرار المنطقة ولا يجد قبولاً لدى الشعب الإيراني بكافة أطيافه عدى القائمين على النظام بل يعد هذا المشروع سبباً أساسياً للأزمات التي تعاني منها إيران حالياً. آل ناصر: قوتهم في الإرهاب وفي ذات السياق أكد الإعلامي حميد آل الناصر أن قوة النظام الإيراني الحالي تكمن في تبنيه للإرهاب إلا أن أوراق النظام الإرهابية التي يعول عليها في الخارج مثل جماعة الحوثي وحزب الله والحشد الشعبي باتت تحترق، مشدداً على أن الأزمة الحالية تعد فرصة للدول العربية والمتضررة من هذا النظام أن تركز نحو دفع النظام الحالي للاستجابة إلى مطالبها بالتوقف عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية والتدخل في شؤون دول الجوار والتعدي على سيادتها بغض النظر عن مسألة بقاء النظام أو سقوطه. وأوضح أن الأيدولوجية الفارسية يتجذر فيها البعد التوسعي وهذا الأمر قد لا ينتهي بمجرد سقوط النظام الحالي، مبينا القضاء على هذه الايدولوجية يتطلب الاعتراف بحقوق الشعوب غير الفارسية والمساواة بين جميع القوميات والشعوب داخل إيران حتى تكون دولة مدنية تستطيع التعايش مع الجوار بشكل مستقر. عفراوي: سينتهون مثل السوفيت فيما تطرق الناشط الحقوقي والأكاديمي الدكتور عودة عفراوي إلى واقع الأزمة الحالية، مبيناً أن النظام يواجه سلسلة من التحديات الاقتصادية في المقام الأول ابتداء بالعجز في الميزانية وأزمة تدهور العملة والتضخم وارتفاع أسعار المستهلكات في الداخل وارتفاع معدلات البطالة التي تجاوزت 30% بالإضافة إلى تفشي الفساد داخل النظام، مضيفاً أن النظام من حيث الايدولوجية يعد فاقداً للمشروعية نتيجة لتهميش الشعوب غير الفارسية وانتهاك حقوقهم والاعتداء على ثرواتهم وعدم المساواة. وأوضح عفراوي أن السلطة الحالية ستنتهي بسيناريو شبيه لما جرى للاتحاد السوفيني والشيوعية، فالنظام الحالي أهمل الوضع الداخلي تماماً مقابل توظيف طاقاته الاقتصادية وثرواته في الخارج على حساب الداخل والآن بدأ المشروع الفارسي الخارجي في التهاوي وهو تكرار مشابه تماما للتجربة السوفيتية الفاشلة من خلال الإقدام على مشروع التوسع والتدخل في شؤون الدول الأخرى من خلال تصدير الثورة والإرهاب كما يحدث في سورية والعراق والبحرين واليمن ولبنان وهذا التوجه هو الذي يسارع في كتابة نهاية هذا النظام الذي ثبت فشله وسيسقط ويتهاوى فور سقوط مشروعه الخارجي.