على خلفية تبادل الاتهامات تفاقمت مجددا الأزمة بين واشنطنوموسكو، وهددت روسيا بأن جميع الخيارات مطروحة في ما يتعلق بالرد على العقوبات الأمريكية الجديدة. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أمس (الجمعة) عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله: إن موسكو لم تلحظ بعد أي إشارات على أن الولاياتالمتحدة مستعدة لتطبيع العلاقات. واتهم المسؤول الروسي واشنطن بالتراجع عن اتفاقات مبدئية خلال قمة هلسنكي الشهر الماضي. وكانت روسيا اتهمت الولاياتالمتحدة بعرقلة جهودها في «محاربة الإرهاب» بإدلب، داعية إياها لسحب قواتها من البلاد، كما أكدت أن العقوبات الأمريكية المتزايدة عليها لن تبقى دون ردّ. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف (الأربعاء) إن الولاياتالمتحدة تعرقل سير عملية «مكافحة الإرهاب» في إدلب وترفض الانسحاب من منطقة ما وراء الفرات، وتحافظ على قاعدتها في التنف. واتهم الولاياتالمتحدة بمعارضة الجهود الإيجابية والمفيدة المبذولة من أجل التسوية السورية؛ لأنها تشعر بالانزعاج من أن روسيا وتركيا وإيران وليست هي مَن تقوم بذلك رغم أن الخارجية الروسية أعلنت مجدداً أن جنيف هي المنصة الوحيدة المخصصة لجهود التسوية. وكان مستشار الأمن القوميّ الأمريكيّ جون بولتون نفى أمس الأول اتفاق بلاده مع روسيا حول الهجوم على إدلب، مُؤكِّداً أن الأخيرة عالقة في سورية وتريد من الآخرين مساعدتها للخروج. ودافع لافروف مطلع الشهر الجاري عن الوجود الإيراني في سورية زاعما أنه «شرعي» وذلك بعد أسابيع من مطالبتهم بانسحاب كافة القوات الأجنبية، بما فيها الميليشيات الإيرانية، وهو ما أثار استياء طهران. وجاء تصريح لافروف ردا على جون بولتون حين قال: إن الولاياتالمتحدة ستنظر في أشكال تعاوُن محتملة مع الدول الأخرى في سورية شرط انسحاب إيران منها. وتصاعدت الأزمة بعد فرض الخزانة الأمريكية عقوباتٍ اقتصاديةً على شركتَيْ نقل بحري و5 سفن تجارية روسية. وقال ريابكوف لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس الأول (الخميس): «إن الرد الروسي على العقوبات الأمريكية يجب أن يزيد قوة تحمل اقتصاد روسيا، ويحررها من الاعتماد على الدولار». واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أن العقوبات الأمريكية بلا معنى وستأتي بنتائج عكسية، مُؤكِّداً أنها لن تُغير من نهج روسيا، إذ من الواضح أن واشنطن ستواصل فرض العقوبات بغض النظر عن تصرفات روسيا.