لا يمكن أن يستمر لبنان في ممارسة تناقضاته، يبيعنا نظامه السياسي المواقف التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بينما تمارس بعض أحزابه السياسية عدوانيتها تجاهنا، فلا شيء يجبرنا على تحمل حالة الانفصام السياسي التي يعيشها لبنان! كانت السعودية في السابق تتحملها عندما كان تأثيرها لا يتجاوز أحبار الأوراق الصحفية وثرثرة الحوارات التلفزيونية وصراخ المهرجانات الخطابية، لكن عندما يتجاوز الأمر ذلك إلى المشاركة في الأعمال العدوانية التي تستهدف أمننا، وتدريب الجماعات والميليشيات الإرهابية التي تستهدف سيادتنا، وتمويل المتآمرين الذين يستهدفون وجودنا، ويتحول لبنان إلى بوابة لتهريب المخدرات إلينا ومحطة لتصدير المؤامرات ضدنا، ومعسكر لتدريب المعتدين على حدودنا، فإن ذلك يعد من أعمال الحرب التي لا يمكن تمريرها مهما تعذر النظام السياسي اللبناني بالحالة اللبنانية الخاصة، فلا يمكن أن تكون صديقا لي وتحصل على دعمي، وفي نفس الوقت شريكا سياسيا لعدوي الذي يجاهر بعداوته ويفاخر بمشاركته في استهداف أمني وسيادتي! حان الوقت لكي يُحسم الموقف داخل لبنان، وخارج لبنان، فإما مواقف صلبة من الداخل تضع النقاط على الحروف ضد الحزب الذي يجاهر بعمالته لإيران، أو مواقف حازمة من الخارج تضع لبنان دون تمييز بين نظامه السياسي وأحزابه الإيرانية في موقعه الحقيقي ضمن المحور الإيراني بدون أقنعة تنكرية ولا مساحيق تجميلية!.