أمس الأول، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومسئولون سعوديون رفيعون سماحة مفتي الشقيقة لبنان، الشيخ عبداللطيف دريان، وقبل أيام استقبل ولي ولي العهد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وسبق أن استقبلت المملكة مسئولين رفيعين ومشرعين، ومفكرين لبنانيين. وذلك يدل على ان المملكة تولي لبنان الشقيق عناية خاصة في كل همومهم الشرعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، مثلما يدل على المكانة التي تتمتع بها المملكة في نفوس اللبنانيين الوطنيين المخلصين للبنانيتهم وعروبتهم. وعلى عكس ما يحاول أن يروجه حزب الله وآلته الدعائية في لبنان، لم تحاول المملكة التفريق بين اللبنانيين، لهذا توجه المملكة مساعداتها الثمينة إلى جيش لبنان، وإلى اللبنانيين جميعهم، ولم تحاول المملكة أن تشتري أسلحة وتسلح بها طائفة لبنانية بعينها أو حزبا لبنانيا بعينه، كما تفعل إيران، التي سلحت حزب الله فتسبب هذا السلاح في شقاء اللبنانيين، بما فيهم الشيعة، وبما فيهم أعضاء حزب الله، وأمينه العام، الذين وجدوا أنفسهم أسرى للسلاح الإيراني الذي يحتم عليهم الولاء واخضاع خطوطهم السياسية لإرادة طهران المعادية للأمة العربية، وإثارة معركة عدوانية مفتوحة مع أغلب اللبنانيين ومع كل العرب الذين يرفضون الإملاءات الإيرانية ويرفضون سلوكية طهران العدوانية ضد الدول العربية. وبالنسبة للبنان، واللبنانيين، عملت المملكة مضاداً حيوياً لمحاولات حزب الله ورعاته، استغلال التنوع الطائفي في هذا البلد الصغير المساحة، العظيم العطاء والتأثير، لزعزعة استقرار لبنان وزرع الفتن والاضطرابات في ربوعه وتحويله إلى مسرح صراعات وفرقة ونزاعات. ومع ذلك نجح اللبنانيون حتى الآن، بمساعدة من المملكة وبمساعدة محبي لبنان، في الصمود، وإفشال مخططات حزب الله ووكلائه ورعاته، في اسقاط الاستقلال والاستقرار اللبنانيين، حتى ان حزب الله بدأ يلجأ إلى وسائل أخرى للي الذراع اللبنانية، مثل تعطيل انتخاب الرئيس، في محاولة ابتزاز واضحة، بعد أن اختطف قرار الحرب والسلم، وقرر دخول حرب إلى جانب نظام الاسد، بطلب أو بأمر من طهران، في تحد سافر للسيادة اللبنانية، مما يعني أن ما يهم حزب الله ليس لبنان ولا اللبنانيين ولا السيادة اللبنانية، بقدر ما يسعى إلى بسط النفوذ الأجنبي الإيراني على لبنان، تحت شعارات وهمية مثل المقاومة ومحاربة إسرائيل، وهو الشعار الذي اخترعته طهران ونظام الأسد، لإعطاء حزب الله مبررا للتسلح والهيمنة على القرار اللبناني واتخاذ بطانة لبنانية بالترغيب والترهيب. وبالتأكيد فإن الحزب يخوض مغامرة خطيرة، مثل توريط لبنان وشيعته في حرب طهران في سوريا، مما أدى لأن يرفع لبنانيون شيعة أصواتهم ويعارضون سلوكية حزب الله وزج بلادهم في معارك إيرانية لا مصلحة لهم فيها، إن لم تجر عواقبها نتائج خطيرة ووبالات على الطائفة وعلى لبنان والأمة العربية بأسرها. وليس غريباً أن يزور قادة وطنيون لبنانيون المملكة لأنهم يجدون في موقفها أملاً في تعزيز لبنان الواحد ضد الانشطارات التي يحدثها حزب الله ووكلاؤه ورعاته، في الوحدة اللبنانية وضد مخطط تحويل لبنان إلى مركز نفوذ إيراني لتنفيذ مخططات طهران وعدوانيتها. وحدث بالفعل أن حزب الله تحول إلى مركز إدارة لشبكات التدخل الإيرانية في سوريا واليمن والخليج وحتى في مصر، في محاولة لتشتيت جهود الامة العربية وإعطاء الفرصة لإنجاح مخططات طهران ومؤامراتها في الوطن العربي.