بدأت العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران تؤتي ثمارها خصوصا داخل أروقة نظام «ولاية الفقيه»، الذي يعيش وضعا غاية في الارتباك وتبادل الاتهامات بين أجنحته، إلى الدرجة التي دفعت مرشد النظام علي خامنئي إلى اتهام حكومة حسن روحاني بسوء الإدارة وتحميلها مسؤولية الفشل في المشكلات الاقتصادية، وهو ما اعتبره مراقبون هربا من التأثير شديد القسوة لحزمة العقوبات التي فرضتها واشنطن أخيرا. ولم يكتف روحاني الذي يعيش نظامه أيامه الأخيرة بذلك بل اتهم حكومة النظام أيضا بالمسؤولية عن تبديد 18 مليار دولار من العملة الموجودة في البلاد، وهو اتهام يدين خامنئي أكثر من غيره ويفضح ويعري حقيقة الفساد المستشري في قمة هرم السلطة التي يأتي المرشد على رأسها. إن تصريحات خامنئي التي حاول من خلالها إعلان مواقفه هربا من المسؤولية تدينه أكثر من غيره، إذ بدت كاشفة وفاضحة وتدين النظام بأكمله، ولذلك اعتبرتها المعارضة الإيرانية بمثابة تأكيد جديد على أن نظام «الولي الفقيه» لا مخرج أمامه من المأزق المميت الذي يحدق به، وأن كل الطرق موصدة في وجه نظام يدعم ويمول جماعات الإرهاب في المنطقة والعالم، وينشر ميليشياته تعيث فسادا في عدد من الدول العربية، ومن ثم فإنه مع تصاعد الاحتجاجات الداخلية وتنامي الضغوط الخارجية والعقوبات المرتقبة في نوفمبر القادم، فإن أيام الملالي باتت معدودة والنهاية أقرب من أي وقت مضى.