بعد موجة الجدل التي أثارها كتاب الدكتور أحمد قشاش (أبحاث في التاريخ الجغرافي للقرآن والتوراة ولهجات أهل السراة) وتحفظ عدد من المثقفين على إقحام تاريخ التوراة في جغرافية العرب، أوضح رئيس أدبي الباحة الشاعر حسن الزهراني أن قشاش سيوقع كتابه الصادر عن النادي مساء اليوم (الإثنين). وقال الزهراني إن الكتاب خضع للتحكيم من متخصصين كما أن فصوله نشرت في مجلات علمية محكّمة، مضيفاً أن لجنة التأليف والنشر في النادي لا تعتمد على أي تحكيم سابق بل تبعثه إلى محكمين متخصصين. وأبدى الزهراني ل«عكاظ» تعجبه من مثقفين كانوا يطالبون الأندية الأدبية بالخروج من تقوقعها على الأمسيات الشعرية والقصصية والنقدية والخروج إلى الثقافة بمفهومها الأشمل ثم ينتقل إلى ضفة أخرى ليقول عند إصدار مؤلف قيّم بأن النادي ليس جهة اختصاص وإنه خرج عن مساره، وكرر أسفه أن يرى مثقفون بأن الكتاب يلحق العار والثبور بأهل السراة من طائفها إلى يمنها لأنه ينسبهم إلى القردة الممسوخة، وفئة أخرى ترى أن كتاب قشاش جاء في غير وقته لأن اليهود لا يزالون يبحثون عن وطن، وتحفظ الزهراني على فريق يتهم الكتاب بعنصرية المكان وأن مؤلفه أراد أن يثبت تميز الأماكن التي أشار إليها الكتاب عن غيرها بوجود الأنبياء ورسالتهم، وتساءل كيف يخرج بعضهم عن اللائق بالرد على مؤلف بشتائم لا تليق بأكاديمي أو مثقف أو حتى مُدّع لهما؟. وكشف رئيس أدبي الباحة أن الناقدين والشاتمين لم يقرأوا الكتاب كونه حديث عهد بإصدار، وحوى خمسة أبحاث نشرت على مدى ثلاث سنوات في عدد من المجلات العلمية المحكمة داخل المملكة وخارجها. موضحاً أن الكتاب تناول عدداً من القضايا اللغوية والجغرافية والتاريخية؛ مما له علاقة مباشرة بالقرآن الكريم والتوراة والسنة النبوية المطهرة، وجاءت الأبحاث في حلقات مترابطة يعضد بعضها بعضاً، وفق منهج لغوي تاريخي تحليلي مقارن. ويرى أن أهم ما يميز العمل أنه لم يكتف بالمقاربات اللغوية بين أسماء الأماكن، وهو ما فعله كمال الصليبي ومن سار على نهجه، بل سعى إلى توظيف المفردات اللغوية بدلالاتها ونحوها وصرفها ولهجاتها المختلفة، لاستنطاق المعالم الجغرافية والتاريخية والآثار والنقوش والنبات والحيوان والعقائد والأساطير في نظرة تصحيحية من الباحث لبعض المغالطات التاريخية، وكشف لبس منهجي جعل وسيلته في الاستدلال المعطيات اللغوية من تطابق ما بين المعالم الجغرافية والتاريخية من جهة، وبين المفردات الرعوية والزراعية واللهجية من جهة أخرى. وأكد أن المؤلف وصل إلى نتيجة مفادها بأن حياة إبراهيم عليه السلام وبنيه من الأنبياء والرسل لم تكن إلا في مكةالمكرمة (الأرض المقدسة) وما اتصل بها من سهول تهامة وأنحاء من جبال السراة، وليست كما تعارف عليه السابقون في أرض مصر وبلاد الشام، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه للطعن في قصص القرآن الكريم والتشكيك فيه بسبب الإسقاط الخاطئ لجغرافيا الأنبياء والرسل على مسرح لا تنطبق عليه تلك الجغرافيا البتة. مشيراً إلى أن أبحاث الكتاب هي (ضمائر الرفع المنفصلة في لهجات منطقة الباحة - دراسة لغوية مقارنة) ونُشر في مجلة جامعة الباحة في عددها الأول، عام 2015م. و(النَّبَاتاتُ الصَّمْغيَّة بين العَرَبيَّة والعِبْرِيَّة - دراسة لغوية مقارنة). نشر في مجلة كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، العدد الحادي عشر، عام 2016م، و(المشترك العَربي العِبري في لهجات أهل السَّراة - دراسة لغوية مقارنة). نشر في مجلة جامعة الباحة، العدد السابع، عام 2016م. و(ألفاظٌ جُغرافيَّة من القُرآن والسُّنَّة النَّبويَّة - دراسة في الدِّلالة الجُغرافيَّة والتَّاريخيَّة). حُكم في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، عام 1437ه. و(طور سينين - قراءة دلالية جديدة) نُشر في مجلة كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، العدد العاشر، عام 2016م. وشدد الزهراني على أن أدبي الباحة لا يتعصب لرأي ولا يقصي آخر بل نبحث عن الحقيقة ولذا نترك الكتاب بين أيدي الباحثين حينا ثم نعقد ندوة خاصة به وبموضوعه ونسعد بكل من يريد المشاركة وسنجمع كل ما يطرح في هذه الندوة ليخرج لنا سفرا نهتدي من خلاله للقول الفصل إن وجد.