فصل جديد بدأ كتابة صفحاته الأولى نادي «بيراميدز»، في طريقه إلى هز عرش الكرة المصرية مستلهما التجربة الإنجليزية - الفرنسية، على غرار مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، ليكون شهر يوليو من عام 2018 نقطة التحول لإنهاء احتكار البطولات الذي دام طويلاً بين الناديين القاهريين الأهلي والزمالك، وبداية رسم خارطة جديدة للعبة وإعادة تشكيلها بدخوله بقوة في ساحة الاستقطاب والانتدابات والإنفاق وتحقيق عقود رعاية تاريخية وكبيرة، جعلته أحد أهم الأرقام هذا الموسم مقارنة بالأندية الأخرى لتعاد معه الحسابات من جديد، لاسيما في ظل استعانته بطاقم إداري وفني محترف يحمل الخبرة والفكر، ولاعبين محليين وأجانب سيصنعون الفارق ويغيرون أطراف المعادلة في الكرة المصرية. في عام 2008 تأسس نادي الأسيوطي سبورت على يد محمود الأسيوطي، واستطاع الفريق الصعود للدوري للممتاز لأول مرة في موسم 2014 -2015 قبل أن يعاود الهبوط موسمين لدوري الدرجة الثانية، والصعود مرة أخرى للممتاز في موسم 2017 – 2018، قبل أن يتخلى مالكه عنه في يوليو الماضي مقابل 5 ملايين دولار إضافة إلى 500 ألف دولار مقابل تأجير منتجع ليكون مقرا للنادي، وعلى إثر ذلك تغير اسمه لنادي بيراميدز الذي يستمد قوته المالية من مستثمر سعودي. قوة مالية وتعاقدات فلكية تحول كبير في سوق الانتقالات كإستراتيجية جديدة اتخذها «بيراميدز» لخلق تركيبة جديدة من اللاعبين، إذ كان له النصيب الأكبر في الصفقات الضخمة والكبيرة وجلب نجوم أجانب ومحليين، مرتكزاً على قوة مالية تضاهي أعرق ناديين (الزمالك والأهلي)، إذ ضخ مبالغ ضخمة في سوق الانتقالات محطماً الأرقام القياسية في تلك الصفقات، كانت أبرزها 4 لاعبين برازيلين شباب وبعضهم من العيار الثقيل، إضافة لصفقات أخرى من لاعبين محليين ومدافع سوري، ورغم ذلك فإن الفريق لا يزال في مرحلة تكوين إلا أن طموحات مسؤوليه تتمثل في الحصول على مركز متقدم والمنافسة على بطولة الكأس في الموسم الأول. كتيبة برازيلية أبرم بيراميدز أولى صفقاته وأهمها على الإطلاق مع اللاعب البرازيلي ماركوس دا سيلفا الشهير باسم «كينو»، القادم من نادي بالميراس نظير 8.5 مليون يورو، ليعتبر أغلى صفقة في تاريخ الدوري المصري على الإطلاق. وكغيره من اللاعبين البرازيليين، يمتاز كينو بقدرته على المراوغة والسرعة والاختراق والتسديد في الزاوية البعيدة بجانب الاختراق داخل منطقة الجزاء والتحول لمهاجم ثانٍ إن تطلب الأمر. وفي مسيرته لم يستقر كينو في نادٍ أكثر من موسم واحد، إذ لعب لأندية أمريكا وبوتافوجو وأجويا دي مارابا وسان خوسيه وبارانا وسانتا كروز وبونتي بريتا وكانت آخر محطاته هو نادي بالميراس، ولعب له في الموسم الماضي 12 مباراة سجل فيها 3 أهداف وصنع مثلها. فيما تم التعاقد مع المهاجم البرازيلي لوكاس ريبامار (21 عاما) مقابل 4 ملايين يورو لتدعيم خط المقدمة، ويعتبر ريبامار من اللاعبين المهاريين والمكافحين إذ كانت بدايته صعبة بسبب عدم قدرته على تحمل تكاليف التدريب قبل أن يحصل على فرصة للتجربة مع نادي بوتافوجو في سن ال14ويحظى بالثقة في تمثيل فريق شباب النادي ويتمكن من تسجيل 17 هدفًا في 37 مباراة في إحدى البطولات عام 2015، ليتم تصعيده للفريق الأول عام 2016، وفي يوليو من العام نفسه وافق على الانضمام لنادي أبولون ليماسول مقابل 2.5 مليون يورو، قبل أن يرحل عنه بفسخ العقد وينتقل إلى ميونيخ 1860 الألماني، بعقد مدته 5 سنوات، مقابل 2.5 مليون يورو أيضاً، لكنه لم يخض سوى 4 مباريات معه. ولم يشارك ريبامار كثيراً مع أنديته السابقة، إذ لعب إجمالاً 40 مباراة سجل 6 أهداف كانت خلال احترافه مع بوتافوجو وأتلتيكو باراناينسي في الدوري البرازيلي. وفي طريقه نحو تدعيم هجومه تعاقد مع اللاعب آرتور كايكي، الذي لعب ل7 أندية مختلفة في البرازيل وفي مجمل مسيرته 191 مباراة سجل فيها 41 هدفاً وصنع 14هدفاً، منها 57 مباراة في آخر تجاربه الاحترافية مع شابيكوينسي الذي سجل معه 13 هدفاً وصنع 11. وبفضل امتلاكه لقدم قوية فهو منفذ جيد للكرات الثابتة، ناهيك عن أنه صاحب رؤية في الملعب من خلال تمريراته الدقيقة وفي الوقت المناسب، وأيضاً يمتاز بالقوة البدنية التي تجعله جيداً في ألعاب الهواء خلال وجوده في الصندوق. كما تم التعاقد مع اللاعب كارلوس إدواردو فيريرا دا سيلفا (من مواليد 10 أكتوبر 1996) الذي ظهر لأول مرة في الدوري البرازيلي عام 2015، ولم يلعب سوى لنادي جوياس ومعه سجل أول هدف له في شباك سانتوس. وفي مجمل مسيرته 76 مباراة، سجل فيها 17 وصنع 6، كما يصنف من قبل بعض خبراء كرة القدم البرازيلية بصفته موهبة حقيقية. مواهب محلية نجح النادي في ضم عدد من اللاعبين الموهوبين في كرة القدم المصرية أبرزهم صانع ألعاب نادي المقاولون محمد فاروق، وصانع ألعاب إنبي محمد مجدي الذي كان دخل ضمن معسكر مصر التحضيري لكأس العالم قبل استبعاده من القائمة النهائية. كما تعاقد النادي مع الظهير الأيسر المميز محمد حمدي ورجب بكار والمدافع عبدالله بكري الذي كان يسعى الأهلي لضمه الموسم الماضي، بجانب لاعب وسط الإسماعيلي، محمد فتحي والمدافع الدولي السوري عمر الميداني، البالغ من العمر 24 عامًا، الذي يمتلك في رصيده 26 مباراة دولية. فالنتيم يقود الجهاز الفني وقع اختيار مسؤولي النادي على المدرب البرازيلي الشاب ألبيرتو فالنتيم البالغ من العمر 43 عاماً، وهو لاعب سابق وزامل نجم الكرة المصرية حازم إمام في نادي أودينيزي الإيطالي. بدأ مسيرته التدريبية كمساعد، قبل أن يقود نادي بالميراس البرازيلي بشكل مؤقت، إذ خاض معه 3 مباريات فقط حقق الفوز في مباراتين وتعادل في مباراة واحدة, وفي عام 2017، تولى مسؤولية المدير الفني المؤقت لنادي بالميراس مجددا، وخاض معه 11 مباراة فاز في 6 منها وتعادل في مواجهة يتيمة وخسر 4، وكانت آخر تجاربه التدريبية الموسم الماضي مع بوتافوجو البرازيلي إذ خاض معه 25 مباراة نجح في الفوز ب11 منها، وتعادل في 7 مباريات وتعرض للهزيمة في 7. ريكاردو لافولبي مستشاراً فنياً عزز بيراميدز قدرة جهازه الفني بالتعاقد مع المدرب الأرجنتيني الشهير ريكاردو لافولبي، وهو اسم شهير في أمريكا اللاتينية والشمالية، إذ توج بكأس العالم 1978 كأعظم إنجازاته كلاعب، وهو يحظى بشعبية كبيرة في المكسيك بعد تحقيقه إنجازات عدة أبرزها قيادته المنتخب الوطني بين عامي 2003 و2006، وهي واحدة من أزهى عصوره، حيث تقدم للمركز الرابع عالمياً في تصنيف الفيفا، وتوج بالكأس الذهبية عام 2003 والتأهل لكأس القارات 2005 التي هُزم فيها البرازيل. فيما قاد فريق أتلانتي في موسم 1992- 1993 للفوز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ قرابة نصف القرن في ولايته الثانية مع الفريق. جهاز إداري محترف اختار نادي بيراميدز هيكله الإداري بعناية فائقة ومن ذوي الخبرات الرياضية والإدارية، إذ تولى الكابتن حسام البدري مهمة منصب رئيس جهاز العمل في النادي، كأول تجربة إدارية للبدري المدير الفني السابق للنادي الأهلي وللمنتخب الأوليمبي المصري. كما استعان بقائد المنتخب المصري السابق أحمد حسن في منصب المشرف على الكرة والمتحدث باسم النادي، والنجم السابق هادي خشبة مديراً للكرة رفقة علي ماهر، إضافة إلى أحمد الوشاحي الذي سيشغل منصب المستشار القانوني. تيري: بيراميدز على خطى تشلسي لم يكن لاقتحام بيراميدز الساحة الرياضية المصرية أصداء محلية وحسب، بل تخطت للعالمية حينما علق جون تيري قائد تشيلسي التاريخي على ذلك لقناة النادي، قائلاً: «نادي بيراميدز لا بد يسير على خطى تشلسي الإنجليزي إن أراد أن يكتب النجاح لنفسه في المستقبل مثلما حدث من قبل مع الزرق»، وأضاف: «حينما جاء رومان أبراموفيتش لتشيلسي جلب جوزيه مورينيو وجلب العديد من اللاعبين الرائعين وبنينا أساساً قوياً للفريق، جعلنا نغزو الكرة المحلية ومن ثم التتويج بدوري أبطال أوروبا بعد ذلك، لكن الأمر لا يتعلق بضخ الأموال فقط». وبسؤاله ماذا سيكون هدفه لو كان مسؤولا في نادي بيراميدز أجاب: «يجب أن أتحلى بالواقعية والمربع الذهبي سيكون هدفاً رائعاً»، وأردف «رأينا على سبيل المثال مانشستر سيتي جلب مدربين عدة، واستغرق الأمر سنوات للوصول لأهدافه؛ لذا أهم شيء يجب أن يبدأ بيراميدز بشكل جيد ليثبت أقدامه». بداية مثالية بأول انتصار جنى بيراميدز ثمار لبنته الأولى حينما حقق فوزاً مهماً في الوقت القاتل على حساب مضيفه إنبي، بهدف دون رد سجله محمد مجدي «أفشة»، (الجمعة) على استاد بتروسبورت لحساب الجولة الأولى للدوري المصري، ليجني أول 3 نقاط في مسيرته ستعزز من معنوياته في المباريات القادمة.