جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، «نيوم» لقضاء إجازته بها طلبا للراحة والاستجمام، كرسالة قوية وواضحة للعالم أجمع بأن المشروع الأضخم عالميا يسير كما هو مخطط له، ما يؤكّد أن الأمنيات التي أفصح عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحولت إلى حقيقة واقعة. ولم يكن مستغرباً أن ينبهر العالم من سرعة تنفيذ مشروع نيوم، ففي ظرف فترة وجيزة من الإعلان عنه وصل الرجل الأعلى في الدولة لقضاء الإجازة هناك، تأكيداً على أهمية المشروع ورغبة صنّاع القرار في تنفيذه بأسرع وقت ممكن. ويأتي هذا المشروع الضخم، الذي صنع روحاً تفاؤلية عالية لدى مختلف السعوديين، انطلاقاً من رؤية 2030 التي تهدف إلى تحويل السعودية إلى نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، والمؤكد أن اختيار خادم الحرمين الشريفين قضاء إجازته في «نيوم» أكبر محفز على الوصول إلى هذا الهدف. وتعد مدينة نيوم السعودية وجهة سياحية مميزة ومتطورة وبأفضل الخدمات سترى النور خلال سنوات. ويشكل المشروع أول منطقة مستقلة تمتد على دول مختلفة ومن المقرر جعلها وجهة سياحية جديدة نابضة بالحياة في المنطقة الشمالية الغربية من المملكة العربية السعودية. وركز ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تعزيز قطاع السياحة من خلال هذا المشروع، الذي من المتوقع أن يستقطب سُيّاحا من جميع بقاع العالم وسيكون موطنا ل 1.4 مليون شخص. كما أنه سيشجع السعوديين على السياحة الداخلية، خصوصا أن إنفاقهم على السياحة الخارجية بلغ 580.7 مليار ريال خلال آخر عشرة أعوام، بحسب مؤسسة النقد العربي السعودي. ومع المناخ المعتدل والتضاريس المتنوعة، حيث إن المنطقة تكون أبرد من باقي المناطق المحيطة بها والعواصم الخليجية بعشر درجات بالمتوسط، سيكون المشروع وجهة سياحية مثالية للذين يبحثون عن الطقس المعتدل والجو المشمس. وبما أنها واقعة في منطقة جبلية شمال السعودية يصل ارتفاعها إلى 2,500 كيلومتر، ستكتسي بالثلوج خلال أوقات من فصل الشتاء. وتتمتع المنطقة بهبوب رياح باردة قادمة من البحر الأحمر مع مناظر خلابة تطل عليه وعلى خليج العقبة. ويحتضن المشروع شواطئ بمساحة أكثر من 460 كيلومترا من السواحل والعديد من الجزر الخلابة، التي تعد بعدد كبير من المنتجعات الفخمة. ويقع المشروع بين ثلاث دول، ما سيساعد على سرعة الوصول إليه، فمن أبعد نقطة يمكن أخذ رحلة والوصول خلال ثماني ساعات طيران.