لم يكن خبر الأمس عن قضاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله - بقضاء إجازته في نيوم بمنطقة تبوك اعتيادياً لجميع المهتمين بالشأن الوطني بمختلف أبعاده ومحاوره الاقتصادية والسياحية والبشرية، ويرى المهتمون أن خطوة المليك أيده الله حركت المياه الراكدة في القطاع السياحي المحلي، بل إنها جذبت الأنظار فعلاً لا قولاً إلى أحد أهم المشروعات السياحية ليس في المملكة وحسب وإنما على مستوى المنطقة برمتها. الملك سلمان بعث بوصوله إلى هذا الجزء المهم برسالة طمأنينة لآلاف الشباب السعودي الشاخصة عيونهم نحو هذه المنطقة الواعدة التي تحمل أحلامهم في توفير فرص العمل الواعدة التي تأمن مستقبلهم ومستقبل وطنهم، وأراد أن يقول لهم إن قيادتهم الحريصة على تأمين لقمة العيش الكريم لهم هي أشد ما يكون من الحرص والاهتمام والرعاية والدعم لأن يكون مورد رزقهم آمناً يحيطه مستقبل مشرق، ويكون هذا المورد الاقتصادي المقبل عبر بوابة السياحة الوطنية داعماً لبقية الموارد الاقتصادية النفطية والبتروكيميائية والزراعية والتجارية وغيرها. ورأى المحلل والكاتب الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين في حديث ٍ ل (الرياض) أن قضاء خادم الحرمين الشريفين إجازته في نيوم بمنطقة تبوك يحمل معاني مختلفة أهمها أن المملكة لديها من الإمكانات والمقومات المتنوعة التي تساعدها على أن تكون بيئة جاذبة للسياحة والإقامة والاسترخاء، ومن المعاني المهمة مكانة نيوم في خارطة السياحة والتنمية المحلية فكأنما يعلن الملك سلمان بداية انطلاقتها الرسمية. وتابع البوعينين: تفضيل خادم الحرمين الشريفين لنيوم على كل مدن العالم يعطي موثوقية كبرى أن المشروع الأضخم في العالم يسير كما مخطط له، وهي رسالة الداخل والخارج أن القيادة السعودية بدأت بنفسها في قضاء الإجازة الخاصة داخل الأراضي السعودية، وهي خطوة محفزة على تشجيع السياحة الداخلية وتطوير المواقع السياحية. بالزيارات الملكية تحمل في جنباتها الكثير من مشروعات التنمية. واستطرد البوعينين: قضاء الملك سلمان لإجازته في نيوم ستسهم في الترويج للمدينة الحالمة ومقوماتها السياحية الخلابة وسواحلها العذراء، واحسب أن بعض صور المنطقة بدأت في الظهور وهي صور جميلة ومحفزة وتبعث على التفاؤل بمستقبل نيوم، كما أن هناك جانباً مهماً يجب التركيز عليه؛ وهو متطلبات الزيارة الملكية والخدمات والمواقع التي يفترض أن تكون مجهزة على أعلى المواصفات، إضافة إلى الجوانب الأمنية والخدمية، فوصول خادم الحرمين إلى نيوم يعني أن تلك المتطلبات باتت منجزة وفِي فترة زمنية قصيرة، وهذا يحسب للقائمين على المشروع الذين تمكنوا من تحقيق هذا التطوير في فترة زمنية قصيرة جداً ما يبعث على التفاؤل بالخطط التنموية المستقبلية، وختم بالتأكيد على أن إقامة الملك سلمان في نيوم فيه رد على المشككين بمشروعها الضخم وبرامجها الاستثمارية والتقنية الثرية والمتقدمة. فيما رأى الدكتور محمد بن دليم القحطاني "مفكر اقتصادي والأستاذ في جامعة الملك فيصل "في تفضيل قائد الأمة قضاء إجازته في ربوع وطنه وفي نيوم أنها بادرة نوعية ضمن بوادر خادم الحرمين حفظه الله، فهو عوّد مواطنيه المحبين والمخلصين له أن يفاجأهم بما يعود عليهم بالمصلحة. ولفت د. محمد في تصريح ل (الرياض) أن قضاء خادم الحرمين الشريفين إجازته على ساحل البحر الأحمر أنها رسالة ليس فقط من المنظور الاقتصادي وحسب وإنما من البعد السياسي ومفادها أن البحر الأحمر وبما يحويه من قوة سعودية ضاربة وقوية آمن، مهما حدث من مناوشات تأتي من اليمن، أو تصريحات تأتي من هنا أو هناك أنه آمن بفضل الله، وأن الدول الخليجية والعربية متحدة، وكذلك أن البحر الأحمر سيكون بوابة التحالف العربي الخليجي الذي يضم إضافة لدول الخليج كلاً من مصر والأردن. وأضاف الدكتور محمد أن قضاء المليك إجازته داخل البلاد هي منعطف جديد في خارطة السياحية الوطنية، وهي دعوة عملية لإطلاق المهتمين بالشأن السياحي مبادرات نوعية في البرامج والخطوات بهدف جذب المواطن سياحياً نحو الداخل، وأكد أن الملك - يحفظه الله - بهذه الخطوة المهمة يثبت بجلاء أنه يفعل دوماً أكثر مما يتحدث، كما أنها رسالة طمأنة منه لجميع المواطنين أن رؤية 2030 ماضية في الاتجاه الصحيح وبشكل متسارع، بل إنها بدأت مبكراً في قطف ثمار ما وضعته من خطط استراتيجية بعيدة المدى، وأشار د. القحطاني هنا إلى أن الأمر سينعكس إيجاباً في توفير فرص عمل كبيرة للشباب الذي يترقب ذلك، وقدر دليم نمو الاقتصاد السعودي خلال العام الجاري 2018 بأنه سيسجل نسبة نمو 3 %. مشروع نيوم الحلم Your browser does not support the video tag.