من مراسل في قناة الجزيرة القطرية، إلى وزير للتعليم في تنظيم «داعش» الإرهابي.. هكذا كان مشوار الإرهابي الكبير رضا صيام، المعروف عند أهالي مدينة الموصل العراقية ب«ذي القرنين»، لشدة تطرفه ونظراته العدوانية. «ذو القرنين» الذي أُعلن نبأ وفاته أكثر من مرة خلال السنوات ال4 الماضية، عاد مجددا للتداول بعد تأكيد نبأ وفاته هذه المرة من ألمانيا؛ إذ أكدت وسائل إعلام ألمانية، نقلا عن مصادر أمنية أمس الأول، أن صيام قُتل العام الماضي أثناء معارك طرد «داعش» من مدينة الموصل العراقية. وعين المتطرف الألماني رضا صيام وزيرا للتربية والتعليم في تنظيم داعش الإرهابي، وهو مصري الأصل ألماني الجنسية، ولد عام 1960، وله 6 أولاد أنجبهم من زوجته الثانية، وعاش في ألمانيا أكثر من 15 عاما، وكان يحصل على 3000 يورو شهريا من المزايا التي تقدمها الدولة هناك. وأثناء استلامه منصب وزير التعليم في «داعش» عمل «ذو القرنين» على تغيير المناهج الجامعية والمدرسية بما يخدم فكر التنظيم المتطرف، فألغى حصص العلوم والفنون. واتهم بتخطيط وتنفيذ تفجيرات إندونيسيا عام 2002 التي راح ضحيتها 202 قتيل، و240 جريحا، وبعد بدء الأزمة السورية توجه إلى سورية وعمل مراسلا لقناة «الجزيرة» القطرية. وقال مراقبون إنه تم اعتقال واستجواب صيام في إندونيسيا من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بعد عملية لتنظيم القاعدة فجرت خلالها ملهى يرتاده السائحون في بالي عام 2002، وهي العملية التي خلفت 202 ضحية. وتعتقد المخابرات الأمريكية أن صيام أحد مخططي العملية الإرهابية. وبعد إلقاء القبض عليه في إندونيسيا، انكشفت الكثير من الحقائق عن هذا الرجل الذي كان يحمل بطاقة صحفي في قناة الجزيرة القطرية، وتحولت وقتها البطاقة إلى صورة بحجم الشاشة عرضتها التلفزيونات الغربية وصولا إلى المحطات الأمريكية، وهو ما أصاب قناة الجزيرة بإحراج كبير بعد افتضاح الأمر. تقول زوجته الأولى التي تركته بعد 15 عاما من زواجهما، في العام نفسه الذي وقع فيه تفجير بالي: إن زوجها شخص متعصب، ومنذ ذلك الحين تتم حمايتها ضمن برنامج «حماية الشهود»، وقام المدعي العام في ميونيخ بالتحقيق مع صيام و7 آخرين بتهمة الانتماء إلى «منظمة إجرامية»، والتحدث عبر شبكة الإنترنت إلى الشباب الألماني من المتحولين إلى الإسلام من أجل ضمهم إلى الجهاد ضد الغرب. ويقول مراقبون إن رضا صيام ليس غريبا عن الخلية الإرهابية التي تدير قناة الجزيرة منذ مولدها، فهو يعد واحدا من مئات المتطرفين الذين تخرجوا من هذه القناة التي ما زالت تعتبر «الأم» الحاضنة للإرهاب والإرهابيين، ابتداء من أسامة بن لادن، وانتهاء ب«داعش».