يقولون لي أنتِ طفلة صغيرتهم التي لم تكبر أشعر بأني كذلك أنتمي للطفلة بداخلي لقريتي، للحقول الخضراء للدمى، لدراجتي الهوائية للأغاني القديمة للمطر للسلام للحرية قبل عقد وسنين غافلتني الحياة سرقتني مني لم أعد هناك استيقظت لأجدني في عالم لا أنتمي له أخفي نفسي عن الشمس عن المطر، عن أصدقائي ضاعت دراجتي الهوائية ماتت دميتي، قتلوها قالوا إن هناك جنياً يسكنها أشعر بأني مذنبة لأني كبرت عزائي أني لم أزل بداخلي طفلة في الثلاثين أخبئني عن الأشرار وأعيذني بالله منهم أحتفظ بالكثير مني بملامحي وهويتي تنانير وفساتين قصيرة شعر طويل، أحلام وردية أفكار بيضاء وأسئلة كثيرة أهدهد روحي بالغناء أغني لي مع طلال «يا طفلة تحت المطر» وأشعل من صوت كاظم قناديل تنير روحي وتهديني إلى حيث السلام أستعيدني من الضياع أغسلني بالغناء و المطر أهذبني من جديد مثلما كانت تفعل أمي أنأى بي عن الضوضاء أدثرني بالعزلة لا كذب لا ظلم لا خداع لا رضوخ لا ضياع فأنا رغماً عني وعن الأشرار وعن كل هذه الحياة سأظل طفلة.