ارتفع سعر النفط الخام (برنت وغرب تكساس) أمس، في أعقاب إعلان السعودية تعليقاً مؤقتاً لشحنات النفط عبر البحر الأحمر، إثر قيام عملاء إيران الحوثيين بمهاجمة ناقلتيْ نفط سعوديتين (الأربعاء)، كل منهما محملة بمليوني برميل. وقال مراقبون في بورصة لندن ل«عكاظ» أمس إن القرار السيادي السعودي يعد تحذيراً قوياً للمجتمع الدولي للقيام بدور أكبر في حماية ممر باب المندب، الذي أشارت أرقام إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن 4.8 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات المكررة عبرته خلال 2016. ونقلت «فرانس برس» عن خبراء في دبي أمس أن القرار السعودي سيستقطب دعماً دولياً أكبر للتحالف العربي الذي تقوده السعودية لإعادة الاستقرار لليمن الذي تسيطر على بقاع منه ميليشيا الحوثي التي تدعمها وتسلحها إيران. وأبلغ رئيس شركة الناقلات النفطية الكويتية بدر الخشني رويترز أمس بأن الكويت تدرس اتخاذ قرار مماثل للقرار السعودي، لكنها لم تتخذه بعد. وذكر مختصون في لندن ل«عكاظ» أن التهديدات الحوثية الإيرانية للملاحة الدولية في باب المندب ستدفع أسعار النفط للارتفاع، وكذلك أسعار تأمين الناقلات والسفن التجارية. وزادوا أن تعليق شحنات النفط السعودي سيؤخر وصول الكميات المشحونة نحو 15 يوماً، لأنها ستضطر للتوجه عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا. ويرجح أن الهجوم على الناقلتين السعوديتين سيعزز الدعم الدولي للتحالف في معركته لتحرير ميناء الحديدة اليمني الحيوي. تأثير يتجاوز المنطقة وأيدي سليماني وراء كل تخريب قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن الهجوم الحوثي على ناقلتي النفط السعوديتين بالبحر الأحمر (الأربعاء) عمل غير مسؤول. وحذّر -في مؤتمر في لندن أمس- من أن «تأثيره الفعلي يتجاوز المنطقة بكثير». ورأى مراقبو شؤون المنطقة أمس أن ما حدث في مضيق باب المندب يؤكد دور إيران بشكل مباشر، وسعيها بوجه الخصوص إلى استفزاز الولاياتالمتحدة، من خلال استهداف أبرز حلفائها في المنطقة. وقالوا إنهم يرجحون أن مسؤول عمليات الزعزعة الخارجية لدى الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يقف شخصياً وراء هجوم الأربعاء، خصوصاً أنه أعلن أن باب المندب لم يعد في مأمن.