جدد عدد من ملاك السفن والمستوردين مطالبتهم للمجتمع الدولي بالجدية في وقف عبث ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران بخطوط الملاحة الدولية، وتهديدها المباشر للتجارة العالمية عبر مضيق باب المندب وخلال البحر الأحمر، مؤكدين أن تصعيد تلك الميليشيات واستهدافها المباشر لناقلات النفط والسفن التجارية بات خطراً يهدد بإيقاف كامل ل 20 % من التجارة العالمية وخصوصا النفطية منها والتي تمر عبر المضيق، إضافة إلى تهديد حياة آلاف المسافرين على متن رحلات الكروز التي تنشط عبر البحر الأحمر الذي يعد الممر الرئيس لطرق التجارة الإقليمية والعالمية القادمة والمتجهة من الشرق للغرب. وقال نائب رئيس لجنة النقل البحري بغرفة تجارة جدة، المستشار البحري محمد عبود بابيضان، ل "الرياض" إن هذا التصعيد الخطير الذي بدأت ميليشيات في انتهاجه ضد ناقلات النفط والسفن التجارية، يعيدنا لمرحلة خطرة يفوق خطرها بكثير ما كان عليه الوضع أبان فترة نشاط القراصنة الصوماليين منذ بداية التسعينات وخلال العقد الماضي، فالتهديد من ميليشيا مدعومة بقدرات وعتاد بحري أشد خطورة، ولن يرغب ملاك السفن سواء كانت ناقلة للنفط أو تجارية تكرار تجاربهم مع استهداف سفنهم بشكل مباشر أو الاستيلاء عليها أو على حمولتها وطلب فدية والجميع يذكر قصص على غرار قصة السفينة السعودية النسر، والتي استولى عليها قراصنة واحتجزوا طاقمها لعدة أشهر مطالبين مالكها بدفع فدية لإطلاق سراح الطاقم واستعادة سفينته. وأشار بابيضان إلى أن الأحداث الجارية ستكون وسيلة بيد شركات التأمين وشركات الحراسة المرافقة للسفن لطلب زيادة الأجر والتكاليف في ظل وجود مثل هذه الهجمات الإرهابية، وجميع تلك التكاليف ستضاف على قيمة الحمولات والبضائع ما يعني ارتفاع الأسعار للبضائع التي تمر عبر المنطقة والمقدر حجمها ب 20 % من مجمل التجارة العالمية. وبين المستشار البحري أن تواجد هذه الميليشيات المسلحة أيضا، بات يشكل خطراً كبيراً على حياة الآلاف من السياح على متن سفن الكروز التي أصبحت حركتها منتشرة على طول البحر الأحمر وعبره وسيكون هناك خشية كبيرة لدى وكلاء تلك السفن وملاكها ومشغليها من استهدافها. بدوره أكد المهندس محمد عبدالقادر جزار عضو لجنة ملاك السفن في غرفة تجارة جدة، أن شركات التأمين وشركات الحماية المصاحبة للسفن، تستغل هذه الظروف وتعتبر أن منطقة باب المندب وحتى الحديدة منطقة حرب وترفع أسعارها بشكل كبير، وجميع تلك الزيادة في التكلفة يتم إضافتها على أسعار البضائع، ويتحملها في النهاية المستهلك سواء كان في الأسواق العربية بالمنطقة أو في أسواق أوروبا وأميركا. وأشار عضو اللجنة إلى أن حجم البضائع القادمة من دول الشرق كالصين وكوريا واليابان وغيرها والمتجهة إلى الأسواق المجاورة أو للأسواق الأوروبية والأميركية كبير جداً، ويحتم طول المسافة عبر رأس الرجاء الصالح إضافة إلى تكاليف الوقود مرور تلك البضائع من باب المندب والتوجه لتلك الأسواق عبر البحر الأحمر. وكان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، قد أعلن أنه وحسب ما صرّح به المتحدث الرسمي ل "تحالف دعم الشرعية في اليمن"، تعرضت ناقلتا نفط عملاقتان تابعتان للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري) تحمل كلٌّ منهما مليوني برميل من النفط الخام، لهجوم من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر صباح الأربعاء، بعد عبورهما مضيق باب المندب. وأسفر الهجوم عن إصابة طفيفة في إحدى الناقلتين، ولم تقع أي إصابات ولم يحدث أي انسكاب للنفط الخام في البحر الذي كان سيؤدي إلى كارثة بيئية، ويجري الآن سحب الناقلة المتضررة إلى أقرب مرفأ سعودي. حيث أعلن الفالح أن المملكة ستعلّق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة، وذلك بشكلٍ فوري ومؤقت. وأكد أن تهديدات الميليشيات الحوثية الإرهابية على ناقلات النفط الخام تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر. Your browser does not support the video tag.