ذات ليلة تحفها مجموعة من شياطين الإنس والجان، كنت ساهرة مع مجموعة من صديقاتي، وقد كنت مُتجلية ومُنطربة ومنشرحة الصدر والخاطر، أسامر الليل ويسامرني. ثم باغتني اتصال من السنغال، وكما لا يخفى على الكثير منكم هوية هؤلاء المتصلين، فهم لا يخرجون عن كونهم إما نصابين أو دجالين وزيد أخو عبيد. المهم، حرضتني صديقاتي و(وزوني) كما يوُز الشيطان بني آدم بمعاودة الاتصال لنكتشف ما يريد هؤلاء الشرذمة، ففعلت. ولئلا تختلط الأمور على بعض (المتذاكين) الجهابذة، لست ساذجة ولا بلهاء ولا ناقصة عقل لأنجرف وراء هؤلاء الدجالين والنصابين وأصدقهم وأتأثر بهم، كل ما كان بالأمر اتصالا لمجرد العلم بالشيء واللعب مع (العفاريت). رد علي شيخٌ جليل قائلاً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أخوك في الله الشيخ عبدالرحمن من السنغال، ولقد رأيتك يا أختي الكريمة ليلة البارحة في رؤية وجاءني رقم هاتفك، فسألته: وماذا تريد؟ قال: رأيت فيك رؤية أنك يا أختي (مسهورة) ! يقصد مسحورة وأريد مساعدتك! فقلت له: أما يا شيخ، تصدق كنت حاسة! فقال لي أنت مسحورة وإذا أردت أن تفكي هذا السحر صلي ركعتين ثم اتصلي بي لأخبرك ماذا يجب أن تفعلي من أجل ذلك، فإن هذا السحر سوف يقضي عليك خلال سنوات معدودات، وأنا ربي بعتني لكِ لأنقذك (My Hero)، وعلاجك عندي، ولكن إن أردتِ عليك أولاً أن تعاهديني بالله ألا تخبري أحداً حتى لا ينقطع عني الإلهام والوحي، وتفعلي ما أقوله لكِ وإلا فسوف يصيبك ما لا يحمد عقباه، فهذا السحر مدفون في شفاه ناقة حاقنة براطمها (ببوتكس) وتائهة في الصحراء، ولكي نخرجه سوف نحتاج إلى الكثير من المال. فقلت له بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل، ولكن قبل أن أحول لك ما طلبت، لدي اهداءٌ، وأرجو أن تقبله مني بصدرٍ رحب فرحب، وأسمعته (كوبليه) من أغنية للفنان فريد الأطرش يقول فيها: (تصبح على خير يا حبيبي، انت اللي من الدنيا نصيبي، أتهنى ونام خليني أنام، خليني أشوفك في الأحلام). فعلى صوته (المحشرج) وقاطع الدجال الأطرش، وشتمني شتماً مبرحاً ثم أغلق الخط في وجهي، ولا أدري لماذا غضب فضيلته وفعل ذلك بعد إهدائي (الرومانتيكي) هذا. على كل حال عزيزي القارئ، لا تؤجر عقلك، ولا تنجرف وراء الدجالين، فلقد رأيت فيك رؤية، وكما لا يخفاكم أنا مسحورة ولست مسؤولة عن تصرفاتي، ولا مقالاتي أيضاً. لا تجعل هذا المقال يتوقف عندك، أرسله لكل من يعز ولا يعز عليك، فهناك شخص قد أهمل تحذيري هذا ولم يرسله حتى إلى 10 أشخاص فتحول إلى (عنز)، لذا انشر تؤجر جزاك الله خيرا. * كاتبة سعودية Twitter: @rzamka [email protected]