تواصلت المظاهرات في عدة مدن عراقية أمس (السبت)، لليوم السادس على التولي؛ احتجاجا على البطالية وسوء الأوضاع المعيشية، ورفعت السلطات حالة الاستنفار الأمني وتوعدت بإجراءات رادعة ضد من وصفتهم ب«المندسين». وقالت مصادر في المخابرات العسكرية ووزارة الدفاع، إن العراق وضع قوات الأمن في حالة تأهب قصوى أمس إثر احتجاجات في محافظات بالجنوب. وتحمل اضطرابات البصرة طابعا اجتماعيا، وليس كما حاولت بعض الجهات السياسية تصويرها، وهو ما كشف عنه بيان إدارة مطار النجف عقب اقتحامه وحمل المسؤولية لما وصفهم ب«مهندسي المؤامرة من بعض المسؤولين الحكوميين والأحزاب التي سعت للسيطرة اقتصاديا على مطار النجف، بتوجيه بعض المخربين لدخول المطار وتخريب الأجهزة والمعدات وإشاعة الفوضى مما تسبب في إغلاقه». لكن مصدرا موثوقا أعلن استئناف الرحلات الجوية في المطار بعد انسحاب المتظاهرين ورفع حظر التجوال. وردد متظاهرون في البصرة شعارات مناوئة للحكومة منها «سرقونا الحرامية»، و«إحنا أهل النفط، عطالة بطالة»، وطالب المتظاهرون في ذي قار وميسان والنجف وكربلاء والديوانية وبابل بتحسين الخدمات والقضاء على الفساد في دوائر الدولة ومؤسساتها، والبطالة، وتوفير فرص عمل. ورغم إعلان الحكومة العراقية السيطرة على الأوضاع في البصرة وإعادة الهدوء إلا أن مئات المحتجين أغلقوا أمس منفذ سفوان الحدودي مع الكويت. وشهدت بعض المناطق هدوءا حذرا بعد مظاهرات جرى خلالها اقتحام عدد من مؤسسات الدولة أبرزها مطار النجف ومقار عدد من الأحزاب ما أدى إلى سقوط ضحايا ومصابين. وأكدت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي أن الأوضاع الأمنية في البلاد طبيعية وأن الأحداث الجارية قرب الحدود الشمالية شأن داخلي لدولة الجوار وأن ما يقوم به الجيش الكويتي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية إجراء احترازي. ودفعت الاحتجاجات بالمجلس الوزاري للأمن الوطني لعقد اجتماع طارئ برئاسة العبادي لمناقشة الوضع الأمني، فيما وصل وفد من مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى البصرة، للقاء وجهاء وشيوخ عشائر المدينة وعدد من المتظاهرين. وكان الصدر قد قال مساء الجمعة في تغريدة: «لا نرضى بالتعدي على المتظاهرين المظلومين، ونتمنى من المتظاهرين الحفاظ على الممتلكات العامة»، مستخدما وسم «ثورة الجياع تنتصر».