في كرواتيا، ينادون ميروسلاف بلازيفيتش ب «مدرب المدربين» أو «شيخ المدربين الكروات»، لكن تلميذه زلاتكو داليتش هو الذي سيقود هذه الدولة الصغيرة لخوض المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخها. قاد «تشيرو» بلازيفيتش (83 عاما حاليا) المنتخب الكرواتي إلى نصف نهائي مونديال فرنسا 1998، في أول مشاركة لبلاده كدولة مستقلة، قبل أن تخسر أمام منتخب البلد المضيف 1-2. عمل داليتش مساعدا لبلازيفيتش في نادي فارتيكس في بداية مشواره التدريبي، ويقر بأنه ما تعلمه من الأول ساعده في رسم طريق بلوغ القمة. وقال: «لا أشعر بالإحراج إذا قلت أنني تعلمت الكثير من تشيرو بلازيفيتش عملت معه لمدة سنتين كمساعد مدرب ومدير رياضي في النادي ويبدو أنني خطوت خطوة إضافية عنه هو كان الرقم 3 في كأس العالم، وأنا سأصبح الرقم 2 على الأقل الاحد». كان داليتش في فرنسا قبل 20 عاما عندما حقق منتخب بلاده أفضل إنجاز له في كأس العالم (قبل بلوغ النهائي هذه السنة)، لكن ليس كلاعب. لم يسبق له أن دافع عن ألوان منتخب بلاده خلال مسيرة متواضعة شغل فيها مركز لاعب الوسط المدافع. إلا أنه كان في المدرجات، مشجعا لمنتخبه الوطني بقيادة دافور شوكر وروبرت بروزينتسكي، إلا أنه عاد إلى بلاده قبل أن يتغلب المنتخب على ألمانيا بثلاثية نظيفة في ربع النهائي. - تجربة خليجية - عندما دخل معترك التدريب، لم يتردد في الانتقال إلى الخارج لتدريب الفيصلي السعودي عام 2010 قبل أن يحقق نجاحات بارزة في صفوف ناديي الهلال السعودي والعين الاماراتي. خاض مع الأخير أول مباراة نهائية دولية له، عندما قاده إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2016، قبل أن يسخر أمام جيونبوك موتورز الكوري الجنوبي. في مؤتمر صحافي الخميس، أبرز داليتش المسار الصعب الذي خاضه. قال «طوال مسيرتي، حياتي، أخترت دائما الطريق الأصعب. ذهبت إلى الخارج بمجرد عثوري على وظيفة في أوروبا لسنا محترمين حتى لو أن المدربين الكروات كانوا ناجحين. في أوروبا، يطلبون الأسماء الكبيرة». وتابع «بدأت في ناد صغير وقلت لهم اسم كبير، الكثير من المال، خطأ كبير بدأنا في أسفل السلم وصنعت لنفسي إسما، دربت أحد أكبر الأندية في آسيا. آمنت بنفسي وعندما احتاجني المنتخب الوطني لم أشكك، حظيت بالثقة بعملي وبلاعبي فريقي. لكن لم يتم تقديم أي شيء لي على طبق (من ذهب)، ليس مثلما هو الأمر في أوروبا، حيث يحصل البعض على مناصب في أكبر الأندية لأنهم كانوا من اللاعبين الكبار». قال داليتش المولود في بلدة ليفنو التي باتت حاليا جزءا من البوسنة والهرسك بعد تفكك يوغوسلافيا السابقة، «أعطوني فرصة تدريب ريال مدريد أو برشلونة، وسأفوز بالألقاب». - «حلم حياتي» - حتى الآن، اكتفى المدرب الذي يقدم عروضا لافتة في المونديال الروسي، بالأشراف على المنتخب الذي استدعي في أكتوبر الماضي، لانتشاله من أزمة مر بها قبل نهاية تصفيات مونديال روسيا. كان الاتحاد قد أقال المدرب السابق أنتي كاسيتش قبل أن يتسلم داليتش منصبه قبل مواجهة حاسمة ضد أوكرانيا. نجح المدرب الجديد في قيادة فريقه إلى الفوز في تلك المباراة 2-صفر ليبلغ الملحق قبل أن يتخطى اليونان بسهولة في طريقه إلى العرس الكروي. وشدد داليتش على أنه لم يجر مفاوضات عمليا مع الاتحاد قبل تولي منصبه، بل «قبلت لأن حلم حياتي كان دائما تدريب منتخبي الوطني لم يكن لدي أي شك حول القبول بهذا المنصب. لم اضع أي شروط. بعد المباراة ضد أوكرانيا، عملت لستة أسابيع من دون عقد». وتعتبر كرواتيا التي يربو عدد سكانها على أكثر بقليل من أربعة ملايين نسمة، أصغر دولة تبلغ نهائي كأس العالم منذ الأوروغواي 1950، في إنجاز أتى في أعقاب فضائح فساد في اللعبة داخل الملعب وخارجه. ووصف داليتش ما تحقق بأنه «معجزة». بلازيفيتش الذي يراقب منتخب بلاده من بعيد، يشعر بالفخر. قال «أنا سعيد جدا لأن تلميذي تفوق علي. لقد خلق جوا عائليا في المجموعة وهذا ليس أمرا يقدر أي كان على تحقيقه».