عكاظ يا صفحةً يزهو بها بلدي يا مربع الشعر والأمجاد والرشَدِ وقفتُ في الجادة الغرّاءِ منتظرا أرى زيادا أو الخنساء في النَجَدِ وأسأل الناس، هل حسّان مرّ هنا؟ هل ودّع الركبَ أعشى قيس للأبد؟ وهل ديار لبيد قد عفت ومضت؟ فقيل قف عن سؤال النّاس. لا تَزِدِ كانوا هنا أنشدوا أشعارهم زمناً في مجلس القبّة الحمراء ذي العمدِ تعاكظوا الشعر واختالوا بأفصحه وعلّقوه افتخاراً أطول الأمَدِ وكان واعظهم قسّ ابن ساعدةٍ وكان أكثم قاضيهم على جَلَدِ غابوا عن السوق دهرا وانطوت صحف وخلّفوا أدباً كالماء والزرد ونام سوق عكاظٍ في مرابعه نوم الكبير إذا ما اعتلّ بالكبدِ حتى أتى فارسٌ بالسيف والقلم يدعو لإحيائه في كامِلِ الجَسَدِ مستنهضا همما كانت تئنُّ على بقائه هامدا تشكو من الكَمَدِ لخالد الفيصل الرايات تنتصب شكراً لإبداعه الموسوم بالجدد أقام صرحاً جديداً في معالمه واستنطق الشعرَ والآدابَ فِي مَدَدِ في كلّ عام يقامُ السوقُ مؤتلقا بالفنّ والشعرِ والأشخاصِ والعُدَدِ وقام سلطانُ بالتحديث مجتهدا يضفي ابنُ سلمانِ إبداعاً ليومِ غَدِ فَزادَه ألَقَاً، والْتَمَّ سَامِرُه حتى غدا قِبلَةً للشيخِ والولدِ أطيافُ سادته عادت لجادَتِه وعادَ ينبضُ بالتاريخِ والسّنَدِ