كشفت حسابات شركة أرامكو السعودية لعام 2016 أن الشركة أكثر متانة في مواجهة هبوط أسعار النفط مقارنة مع منافسيها الكبار المدرجين؛ ما يتيح نظرة من الداخل حول الأوضاع المالية لشركة الطاقة العملاقة قبيل طرح محتمل للأسهم. وأظهرت حسابات العام بأكمله -اطلعت رويترز عليها- أن صافي ربح الشركة انخفض بنحو 21% إلى 13.3 مليار دولار في عام 2016، حينما انهارت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في 12 عاماً عند 27.10 دولار للبرميل؛ بسبب تخمة المعروض العالمي من الخام. وبالمقارنة، تراجع صافي ربح إكسون موبيل، أكبر شركة نفطية مدرجة في العالم، 51% في 2016، بينما هبطت الأرباح العائدة للمساهمين في رويال داتش شل -ثاني أكبر شركة نفطية مدرجة في العالم- 37% دون حساب البنود الاستثنائية. ويشير خبراء في قطاع النفط إلى أن قدرة أرامكو على التكيف بشكل أفضل مع صدمات الأسعار ترجع إلى انخفاض تكلفة الإنتاج، وتركز عملياتها الرئيسية في بلد واحد فقط، وقلة عدد موظفيها مقارنة مع منافسيها الكبار، رغم أنها أكبر شركة منتجة للنفط في العالم. وأشارت الوثائق إلى أن أرامكو حققت مزيداً من الأموال مقارنة مع أي شركة نفطية أخرى في عام 2016. وبلغ صافي ربح الشركة 13.3 مليار دولار في 2016، مقارنة مع 7.8 مليار دولار لإكسون، بينما سجلت شل في 2016 ربحاً عائداً للمساهمين، وهو مقياس مماثل، قدره 3.5 مليار دولار. وسجلت بي.بي، التي لا تزال تعاني من الأثر المالي لكارثة ديب ووتر هورايزون، خسارة قدرها 999 مليون دولار في 2016، في تحسن عن خسارتها في 2015 التي بلغت 5.162 مليار دولار. وبينت الحسابات أن صافي الأموال من أنشطة العمليات ارتفع بنحو 21 % إلى 29 مليار دولار في 2016. وأعلى رقم بين المنافسين المدرجين سجلته إكسون بلغ 22.1 مليار دولار، بانخفاض قدره 27 % عن 2015. وهبطت التدفقات النقدية من العمليات لشل 31 %، بينما تراجعت 44 % لبي.بي. وأفادت الحسابات أن أرامكو حققت متوسط سعر لصادراتها من النفط الخام في 2016 عند 40.68 دولار للبرميل، انخفاضاً من 49.68 دولار في 2015. وبلغت الإيرادات 135 مليار دولار، انخفاضاً من 146 مليار دولار في 2015. يذكر أن حسابات أرامكو لعام 2016، التي اطلعت عليها رويترز وفقاً للمعايير المحاسبية العالمية، ولضرائب بلغت 85% في ذلك الوقت. وخفضت الحكومة السعودية نسبة الضريبة إلى 50% من 2017؛ ما يجعل الشركة أكثر جاذبية لمستثمرين محتملين.