على الرغم من أن الكثير من «الرحماء» باتوا يتداولون مقاطع فيديو تدعو لنثر الحبوب ووضع المياه في الأرصفة والنوافذ لسقيا وإطعام الحمام المتنقل من مكان لآخر، انتقد مختصان في البيئة تحول أرصفة جدة إلى تجمعات للحمام الطائر نتيجة وجود المأوى والماء، لافتين إلى أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر في أرصفة كل أحياء جدة. ورأى الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس أن هذه الظاهرة أصبحت من ملامح شوارع وأحياء جدة، وساعد على انتشارها قيام بعض الأفراد بتغذية الحمام بالعدس والأرز والعيش الجاف وغير ذلك من العناصر الغذائية الجاذبة للحمام، وتخصيص مغاطس للماء، وهو ما ينتج عنه تلوث بيئي للشارع والرصيف. وخلص إلى القول: «هذه الظاهرة بدأت تجذب الغربان التي تجد في منطقة التلوث ما تستطيع أن تأكله أو تحمله معها، لذا لا بد أن يتعاون الجميع في عدم رمي أطعمة الحمام في الأرصفة والشوارع؛ حفاظا على سلامة البيئة التي ينعكس أثرها إيجابا على صحة البشر». من جانبه، قال المختص البيئي محمد فلمبان: «لمسنا انتشار ظاهرة الحمام في أرصفة وشوارع جدة منذ شهور، وبدأت تتوسع مع مبادرات الناس في تغذيتها، ولاحظت بنفسي قيام بعض الأفراد بشراء الأرز والعدس ونشرهما في محيط الحمام، وكل ذلك جاذب للحمام والحشرات والفئران والغربان لأنها تجد في هذه البيئة الخصبة كل ما لذ وطاب من الطعام والشراب». وشدد على دور أهالي الأحياء في عدم انتشار هذه الظاهرة، التي تساعدها على التكاثر بشكل كبير، حفاظا على سلامة صحة وبيئة الإنسان. وأكد المختص البيئي عادل سليمان أن انتشار الحمام الطائر داخل الأحياء أصبح مزعجا ومشوها للشوارع والأحياء، والحل الوحيد هو تجنب رمي نفايات الأطعمة لتغذيتها، خصوصا أن هناك بعض الأسر تحتفظ بالخبز إلى أن يصبح جافا، ومن ثم تجهيزه للحمام. من جهته، أكد المتحدث باسم أمانة جدة محمد البقمي أنه يتم رصد وتنظيف المواقع التي توجد فيها تغذية للطيور على مستوى المحافظة حسب البرنامج المعد لذلك، التي تعتبر من المخالفات المتكررة وينتج عنها تلوث، خصوصا بقايا الزيوت الناتجة عن رمي بقايا الأرز على الأرصفة. وقال: «أمانة جدة تجدها فرصة لتوعية السكان بعدم رمي الحبوب وبقايا الطعام بهذه الطريقة التي تشكل تلوثا وتؤذي مرتادي الطريق، كما تسهم في تكون حشرات دقيقة لا ترى بالعين، بجانب تحول منطقة تجمع الحمام إلى منطقة زيتية جاذبة للقوارض والحشرات الأخرى».