أكد أكاديميون وباحثون كوريون علاقتهم باللغة العربية بارتباطهم بعشقهم للغة الضاد، وارتفع مؤشر الاهتمام مع فتح قنوات دبلوماسية مع العرب، ما دفعهم لتأسيس أقسام اللغة العربية منذ 1965، وإنشاء معاهد للغة العربية وآدابها وجمعيات. معاهد عربية من جانبه، أكد أستاذ اللغة العربية بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية كيم دونغ هوان أن دبلوماسية كوريا الجنوبية في الشرق الأوسط بصورة عامة والعالم العربي تهدف إلى إنشاء العلاقات الدبلوماسية مع جميع البلدان. وعزا في ندوة اللغة العربية في كوريا ضمن برنامج سوق عكاظ إلى السياسة الجديدة تجاه العرب إثارة وانتشار الاهتمامات بين الشعب الكوري لدراسات الشرق الأوسط وتعليم اللغة العربية في الجامعات، ما أسهم في تأسيس المعاهد الجامعية والجمعيات العلمية بشكل تدريجي بهدف تعزيز البحوث والدراسات، موضحاً أنه تم افتتاح قسم اللغة العربية الأول في جامعة كوريا عام 1965، والمعهد الكوري للشرق الأوسط وأفريقيا عام 1966، والمعهد الجامعي لدراسات الشرق الأوسط عام 1976، والجمعية العلمية الكورية لدراسات الشرق الأوسط عام 1979، والجمعية الكورية لدراسات الإسلام عام 1989، والجمعية الكورية للغة العربية وآدابها عام 1997، والمعهد الجامعي لدراسات البحر الأبيض المتوسط عام 1998، والمعهد الجامعي لشؤون الشرق الأوسط عام 2007، والمعهد الجامعي لدراسات الخليج عام 2011. وأنها تهدف إلى البحوث والدراسات حول منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بالموضوعات المختلفة مثلا السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية واللغوية. وكشف إصدار الجمعية الكورية للغة العربية وآدابها المجلة العلمية 4 مرات سنويا، وتعقد المؤتمر العلمي المحلي مرتين سنويا، والمؤتمر العلمي الدولي كل سنتين، وشارك بعض الباحثين العرب فيه ولكن عددهم ليس كثيراً. ودعا إلى زيادة عدد المشاركين العرب في المؤتمر العلمي الدولي المنعقد بكوريا الجنوبية، وإتاحة الفرص للتبادل العلمي بين الباحثين الكوريين والعرب لنشر وتنمية اللغة العربية في كوريا. تبادل الثقافات مع العرب فيما تناولت الباحثة الدكتورة يون أون كيونغ أثر اللغة العربية على اللسان الأممي كونها من أكبر لغات المجموعة الساميّة من حيث عدد المتحدّثين، وإحدى أكثر اللّغات انتشارا في العالم ويستخدمها أكثر من 400 مليون نسمة.ولفتت إلى مكانة اللغة العربية في كوريا، إذ ارتقت وارتفعت بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة كون العلاقات الدبلوماسية بين كوريا والعالم العربي بلغت أعلى مستوى في التاريخ، مؤكدة أن كوريا الجنوبية شهدت نهضة الشرق الأوسط خلال السبعينات بفضل أزمة البترول ونهضة مشاريع البناء للشركات المحلية في الدول العربية، موضحة أن المكانة الحالية للغة العربية تختلف عن مكانتها في السبعينات اختلافا جذريا، إذ توجد في كوريا 6 أقسام متخصصة لتعليم اللغة العربية ودراسات الشرق الأوسط في 5 جامعات تأتى على رأسها جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية التي افتتحت أول قسم متخصص لتعليم اللغة العربية في حرم سيئول عام 1965، وعزت إلى التبادل الثقافي والرياضي تعزيز اللغة من خلال التبادل الإنساني إضافة إلى أهمية التبادل المادي، وهنا علينا أن نؤكد الاهتمام بتعليم اللغة العربية في كوريا وتعليم اللغة الكورية في الدول العربية وأهميته، وتعزيز برامج تبادل الطلاب للدراسة في الخارج من خلال التعاون مع سفارات الدول العربية المعتمدة لدى سيئول، ووضع خطط لمساعدة الجامعات الكورية والعربية على تطوير تبادل الثقافات بين كوريا والبلدان العربية في أقرب وقت ممكن. الطلاب الكوريون والعربية واستعرض الباحث في جامعة هانكوك أو ميونغ كون جهود الحكومة الكورية في تعليم الطلاب الكوريين اللغة العربية من أجل فهم الثقافة والعمل المشترك بين كوريا والدول العربية، مما أنشأ قسم اللغة العربية في 3 جامعات في كوريا، وافتتح برنامج الدراسات العليا لدرجة الماجستير والدكتوراه في جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية ولدرجة الماجستير في الجامعات الأخرى، موضحاً أنه مع زيادة حجم التبادل الاقتصادي والتجاري بين كوريا والعالم العربي، زادت اهتمامات الكوريين بثقافة وحضارة العالم العربي أيضا مما دفع وزارة التربية والتعليم الكورية لاختيار اللغة العربية لتكون من مواد اللغات الأجنبية الثانية رسميا ضمن مناهج تعليم المدارس الثانوية اعتبارا من عام 2002، مشيراً إلى تدفق كثير من الطلاب على اختيار اللغة العربية من ضمن اختبارات اللغات الأجنبية الثانية في امتحان القبول بالجامعات لتصل نسبتهم إلى 30% من إجمالي عدد المتقدمين للامتحان عام 2012. علما بأن عدد اللغات التي تم اختيارها لتكون من مواد اللغات الأجنبية الثانية الرسمية ضمن مناهج تعليم المدارس الثانوية الكورية يصل إلى 8 لغات وهي الألمانية واليابانية والإسبانية والفرنسية والصينية والروسية والفيتنامية إلى جانب العربية.