أعلن مركز التراث العالمي عبر حسابه الرسمي في تويتر عن ضم واحة الأحساء لقائمة التراث العالمي، في اجتماع للجنة اليوم في البحرين. وقد تداول السعوديون الخبر بسعادة بالغة نظراً لما تحمله هذه الخطوة من توثيق للتراث المادي في المملكة العربية السعودية، إلا أن طريقة ضم المواقع لقائمة اليونسكو تظل مجهولة لدى البعض، فما هي آلية فرز وتوثيق المواقع ؟ تشترط اليونسكو على الدول الراغبة في توثيق مواقعها في القائمة العالمية خطوات تسبق عملية التوثيق، تبدأ بإنشاء «القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي» وهي عملية جرد كامل لكل الممتلكات الثقافية والطبيعية الفريدة، يتم من خلال هذه القائمة اختيار المواقع لتوضع في ملف الترشيح الذي يعرض على مجلس المركز، والذي يجتمع مرة في السنة ليقوم بالتصويت على المواقع فيما لو كانت تستحق الإدراج في القائمة الدولية من عدمه، وقد يلجأ المجلس إلى تأجيل التصويت لحاجة الملف إلى مزيد من الدراسة والتدقيق. يسبق قبول الترشيح عملية تقييم للمواقع وفقاً لمعايير وضعتها المنظمة، تقسم فيها مواقع التراث العالمي إلى قسمين «مواقع التراث الثقافي ومواقع التراث الطبيعي»، لكل واحدة منها شروط خاصة يجب عليها تجاوزها حتى تقبل عملية الترشيح، إلا أنها تشترك في أهمية القيمة العالمية الاستثنائية للموقع حتى يتم قبوله. أما فيما يتعلق بالشروط الخاصة فيشترط لمواقع التراث الثقافي أن يكون الموقع تحفة فريدة من صنع الإنسان، وأن يستمد هذا الموقع أهميته من قيمة إنسانية بأهميته الهندسية أو التقنية أو التخطيطية، إضافة إلى القيمة التي يمثلها الموقع لحضارة إنسانية قائمة أو مندثرة، وأن تكون مثالاً رائعاً لممارسات الإنسان التقليدي في تفاعله مع البيئة، وأخيراً ارتباط هذا الموقع مع التقاليد المعيشية والأفكار والفنون الخاصة لأصحاب هذه الأرض. أما فيما يتعلق بمواقع التراث الطبيعي التي ادرجت واحة الأحساء من ضمنها، فهي تشترك مع سابقتها في أهمية احتوائها على الاستثنائية في شكلها الجمالي، وتختلف في المعايير الجزئية الخاصة بالطبيعة كأن تكون هذه القطعة الطبيعية تمثل المراحل الرئيسية في تاريخ هذه الأرض، والتحولات الجيولوجية في تطوير تضاريسها. أضافة إلى احتوائها على الموائل الطبيعية التي تجعلها قادرة على حفظ التنوع الطبيعي والبيولوجي للبيئة خاصةً تلك المهددة بالانقراض. وتعد واحة الأحساء المسجلة أخيراً هي الموقع السعودي الخامس المسجلة في مواقع التراث العالمي بعد الحجر «مدائن صالح» التي تم تسجيلها في 2008، وحي الطريف في الدرعية المسجلة في 2010، وتلتها جدة التاريخية في 2014، والفن الصخري في مدينة حائل في العام الذي يليه 2015،..